للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني له أيضاً:

ما ترى نعمة السماء عَلَى الأرض ... وشكرا الرياض للأمطار

وكأن الربيع يجلو عروساً ... وكأنّا من قطرة فِي نثار

وأنشدني له أيضاً:

وموقرة بثقل الماء جاءت ... تهادى فوق أعناق الرياح

فجادت ليلها وبلا وسحا ... وهطلاً مثل أفواه الجراح

ولابن المعتز فِي وصف السحاب:

كأن الرباب الجون والفجر ساطع ... دخان حريق لا يضيء له جمر

وأنشدني بعض أصحابنا لأبي الغمر الجبلي:

نسجته الجنوب وهو صناع ... فترقى كأنه حبشي

وقرى كل قرية كان يقرو ... ها قري لا يجف منه قرى

وأنشدنا أَبُو عبد الله نفطويه، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس أحمد بن يحيى فِي صفة سحابة:

كأنه لما وهي سقاؤه ... وانهل من كل غمام ماؤه

حم إذا حمشه قلاؤه

الحم: ما بقي من الشحم إذا أذيب.

وحمشه: أحرقه.

وأنشدنا محمد بن السري السراج:

بدا البرق من أرض الحجاز فشاقني ... وكلّ حجازي له البرق شائق

سرى مثل نبض العرق والليل دونه ... وأعلام أبلى كلها والأسالق

أخذه منه الطائي فقَالَ:

إليك سرى بالمدح ركب كأنهم ... عَلَى الميس حيّات اللصاب النضانض

تشيم برقا من نداك كأنها ... وقد لاح أولادها عروق نوابض

وأنشدني بعض أصحابنا:

أرقت لبرق آخر الليل يلمع ... سرى دائباً منها يهبّ ويهجع

سرى كاقتذاء الطير والليل ... ضارب بأرواقه والصبح قد كاد يسطع

<<  <  ج: ص:  >  >>