للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدنا أبو عبد الله نفطويه

والله لا نظرت عيني إذا نظرت ... إلا تحدّر منها دمعها دررا

ولا تنفست إلا ذاكّراً لكم ... ولا تبسمت إلا كاظماً عبراً

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن دريد، قَالَ: أنشدنا الأشنانداني، عَنِ التوزي، لطهمان بن عمرو من بني بكر بن كلاب:

ولو أنّ ليلى الحارثيّة سلّمت ... عليّ مسجّىً فِي الثّياب أسوق

حنوطي وأكفاني لديّ معدّةٌ ... وللنفس من قرب الوفاة شهيق

إذاً لحسبت الموت يتركني لها ... ويفرج عني غمه فأفيق

ونبّئت ليلى بالعراق مريضة ... فماذا الذي تعني وأنت صديق

شفى الله مرضى بالعراق فإنني ... علي كلّ شاكٍ بالعراق شفيق

قَالَ: وقرأت عليه لتوبة بن الحميّر:

ولو أن ليلى الأخليلية سلّمت ... عليّ ودوني تربة وصفائح

لسلّمت تسليم البشاشة أو زقاً ... إليها صدى من جانب القبر صائح

وأغبط من ليلى بما لا أناله ... ألا كلّ ما قرّت به العين صالح

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: سمعت رجلاً، يقول: الحسد ماحق الحسنات، والزّهو جالب لمقت الله ومقت الصالحين، والعجب الصارف عَنِ الازدياد من العلم داع إِلَى التخمّط والجهل، والبخل أذم الأخلاق وأجلبها لسوء الأحدوثة

قَالَ: وأَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: سمعت رجلاً يوصي آخر وأراد سفراً فقَالَ: آثر بعملك معادك، ولا تدع لشهوتك رشادك، وليكن عقلك وزيرك الذي يدعوك إِلَى الهدى، ويعصمك من الرّدى، ألجم هواك عَنِ الفواحش، وأطلقه فِي المكارم، فإنك تبّر بذلك سلفك، وتشيد شرفك

وحَدَّثَنَا قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن عَنْ عمه، قَالَ: سمعت أعرابياً يوصي ابنه، فقَالَ: ابذل المودّة الصادقة تستفد إخواناً، وتتخذ أعواناً، فإن العداوة موجودة عتيدة، والصّداقة مستعرزة بعيدة، جنّب كرامتك اللئام، فإنهم إن أحسنت إليهم لم يشكروا، وإن نزلت شديدة لم يصبروا:

<<  <  ج: ص:  >  >>