للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللحياني: يُقَال: ذرأ الله الخلق يذرؤهم، والله البارئ الذارئ، والحلق مذروءون ومبروءون.

وقَالَ أَبُو نصر: ذرا يذرو ذرواً إذا مرّ مرّاً سريعاً، وذرا ناب الجمل يذرو ذرواً إذا انكسر حدّه، وقَالَ أوس بن حجر:

وإن مقرم منّا ذرا حدّ نابه ... تخمّط فينا ناب آخر مقرم

وذرت الريح التراب تذروه ذرواً، ومنه قيل: ذري الناس الحنطة، قَالَ: ويقَالَ: ذرت الريح التراب تذريه، بمعنى ذرته تذروه، وطعنه فأذراه عَنْ فرسه، أي رمى به وقلعه عَنِ السّرج، وقَالَ الأصمعيّ: أذرته إذا قلعته من أصله قلعاً، وذرته طيّرته، قَالَ ابن أحمر:

لها منخل تذري إذا عصفت به ... أهابيّ سفساف من التّرب توأم

وقَالَ اللحياني: ذرت الريح التراب تذروه وتذريه إذا سحفته وأذهبته.

قَالَ: وقَالَ الكسائي: ذروت وذرَيت وذرّيت بمعنى واحد، أي نقّيتها فِي الريح.

قَالَ أَبُو نصر: فلان يُذّري فلاناً، أي يرفع من شأنه ويمدحه، قَالَ الراجز.

عمداً أذرّي حسبي إن يشتما ... بهدر هدّار يمجّ البلغما

وقَالَ أَبُو زيد: ذرّيت الشاة إذا جززتها وتركت عَلَى ظهرها شيئاً منه لتعرف به، ولا يكون ذلك إلا فِي الضأن، وقَالَ أَبُو نصر وغيره: ذروة كلّ شيء أعلاه، ويقَالَ: فلان فِي ذرى فلان، أي فِي دفئه وظلّه.

ويقَالَ: استذر بهذه الشجرة، أي كن فِي دفئها، وهو الذرى مقصور.

ويقَالَ: جاء ينقض مذرويه، إذا جاء باغياً يتهدّد، قَالَ: والمذروان: الناحيتان، قَالَ بعض هذيل يذكر القوس:

على كلّ هتافة المذروين ... صفراء مضجعة فِي الشّمال

يعني: الجانبين اللذين يقع عليهما الوتر من أسفل ومن أعلي.

: وهذا القول مشتمل عَلَى من سمّى ناحيتي الرأس مذروين، وعلى ما رواه أَبُو عبيد، عَنْ أبي عبيدة أن المذروين أطراف الأليتين، وأنشد لعنترة:

أحولي تنقض استك مذرويها ... لتقتلني فهأنذا عمارا

<<  <  ج: ص:  >  >>