قَالَ: وليس لهما واحد، لأنه لو كان لهما واحد فقيل مذري لقيل فِي التثنية مذريان بالياء وما كانت بالواو، وقَالَ أَبُو نصر: يُقَال: بلغني عنه ذرء من خبر، أي طرف ولم يتكامل.
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن دريد، لمعقر بن حمار البارقي:
إذا استرخت عماد الحيّ شدّت ... ولا يثنى لقائمة وظيف
يقول: هم سائرون وبيوتهم عَلَى ظهور إبلهم، فإذا استرخى منها شيء شد من غير أن ينيخوا بعيراً ويثنوا وظيفه
وأنشدنا أَبُو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدى المعروف بنفطويه:
أما والله ثمّ الله حقاً ... يمين البرّ أتبعها يمينا
لقد حلّت أميمة من فؤادي ... تلاعاً ما أبحن وما رعينا
ولكنّ الخليل إذا قلانا ... وآثر بالمودّة آخرينا
صددت تكرما عنه بنفسي ... وإن كان الفؤاد به ضنينا
قَالَ: أنشدني عبيد الله بن إسحاق بن سلام:
نزلت بمكّة فِي قبائل نوفل ... ونزلت خلف البئر أبعد منزل
حذرا عليها من مقالة كاشح ... ذرب اللسان يقول ما لم أفعل
وأنشدني نفطويه لنفسه:
أتخالني من زلّة أتعتّب ... قلبي عليك أرقّ مما تحسب
قلبي وروحي فِي يديك وإنما ... أنت الحياة فأين عنك الذهب
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، البيت الأول من هذين البيتين، عَنْ أبى العباس أحمد بن يحيى، وقرأت القصيدة بأسرها على أبى بكر بن دريد لجميل بن معمر العذريّ:
وقالوا لا يضيرك نأي شهر ... فقلت لصاحبيّ فمن يضير
يطول اليوم إن شحطت نواها ... وحول نلتقي فيه قصير
وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بن أبى الأزهر مستملى أبي العباس المبردّ، قَالَ: أنشدنا الزبير لبثينة:
وإن سلوّى عَنْ جميل لساعة ... من الدهر ما حانت ولا حان حينها
سواء علينا يا جميل بن معمر ... إذا متّ بأساء الحياة ولينها