وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، رحمه الله، قَالَ: أنشدنى أبى:
لما تبدّت من الأستار قلت لها ... سبحان سبحان ربي خالق الصور
ما كنت أحسب شمساً غير واحدة ... حتى رأيت لها أختا من البشر
وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد لابن الدمينة:
ألا لا أرى وادي المياه يثيب ... ولا النّفس عَنْ وادي المياه تطيب
أحبّ هبوط الواديين وإنني ... لمستهتر بالواديين غريب
أحقاً عباد الله أن لست ... وارداً ولا صادراً إلا عَلَيَّ رقيب
ولا زائراً وحدي ولا فِي جماعة ... من الناس إلا قيل أنت مريب
وهل ريبة فِي أن تحنّ نجيبة ... إلى إلفها أو أن يحن نجيب
وإن كثيب الفرد من جانب الحمى ... إليّ وإن لم آته لحبيب
وقرأت عليه أيضاً:
صفراء من بقر الجواء كأنما ... ترك الحياء بها رداع سقيم
من محذيات أخي الهوى جرع ... الأسى بدلال غانية ومقلة ريم
وقصيرة الأيام ودّ جليسها ... لو دام مجلسها بفقد حميم
وقرأت عليه أيضاً:
لك الله إنّي واصل ما وصلتني ... ومثن بما أوليتني ومثيب
فلا تتركي نفسي شعاعاً فإنها ... من الوجد قد كادت عليك تذوب
وإني لأستحييك حتى كأنما ... عليّ بظهر الغيب منك رقيب
وقرأت عليه لجميل بن معمر العذريّ، وأنشدني البيتين الأولين أَبُو معاذ عبدان المتطبب:
فلو أرسلت يوماً بثينة تبتغي ... يميني ولو عزّت عَلَى يميني
لأعطيتها ما جاء يبغي رسولها ... وقلت لها بعد اليمين سليني