وكالسيف إن لاينته لان متنه ... وحدّاه إن خاشنته خشنان
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن دريد:
يشبهون ملوكاً فِي تجلتهم ... وطول أنضية الأعناق والأمم
إذا غدا المسك يجري فِي مفارقهم ... راحوا كأنهم مرضى من الكرم
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنباري، قَالَ: انشدنا أحمد بن يحيى:
تخالهم للحلم صماً عَنِ الخنا ... وخرساً عَنِ الفحشاء عند التهاتر
ومرضى إذا لاقوا حياءً وعفةً ... وعند الحروب كالليوث الخوادر
لهم ذل إنصاف ولين تواضع ... بهم ولهم ذلت رقاب المعاشر
كأن بهم وصماً يخافون عاره ... وما وصمهم إلا اتقاء المعاير
وأنشدنا أيضاً عَنْ أبي العباس:
أحلام عاد لا يخاف جليسهم إذا ... نطقوا العوراء غرب لسان
إذا حدثوا لم تخش سوء استماعهم ... وإن حدثوا أدوا بحسن بيان
وأنشدنا أيضاً قَالَ: أنشدني أبي:
يصمّ عَنِ الفحشاء حتى كأنه إذا ... ذكرت فِي مجلس القوم غائب
له حاجب عَنْ كل ما يصم الفتى ... وليس له عَنْ طالب العرف حاجب
وأنشدنا أيضاً قَالَ: أنشدنا أَبِي بَكْرِ بن النطاح يمدح خربان بن عيسى، قَالَ: وكان أَبُو عبيدة يقول: لم أسمع لهؤلاء المحدثين مثل هذا:
لم ينقطع أحد إليك بوده ... إلا اتقته نوائب الحدثان
كل السيوف يرى لسيفك هيبة ... وتخافك الأرواح فِي الأبدان
قَالَت معدّ والقبائل كلّها إن ... المنية فِي يدي خربان
ملك إذا أخذ القناة بكفه ... وثقت بشدة ساعد وبنان