وقرأت عَلَى أبي جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة، عَنْ أبيه للأسدي: ولائمة لامتك يا فيض فِي الندى فقلت لها هل يقدح اللّوم فِي البحر أرادت لتثنى الفيض عَنْ ومن ذا الذي يثنى السحاب عادة الندي عَنِ القطر مواقع جود الفيض فِي كل بلدة مواقع ماء المزن فِي البلد القفر
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنْ أبيه، عَنْ يونس، عَنْ أبى عمرو بن العلاء، قَالَ: لما توج النعمان واطمأن به سريره، دخل عليه الناس وفيهم أعرابي فأنشأ يقول:
إذا سست قوماً فاجعل الجود بينهم ... وبينك تأمن كل ما تتخوف
فإن كشفت عند الملمات عورة ... كفاك لباس الجود ما يتكشف
فقَالَ: مقبول منك نصحك، ممن أنت؟ قَالَ: انا رجل من جرم، فأمر له بمائة ناقة، وهي أول جائزة أجازها
وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وأنشدناه أَبُو عبد الله نفطويه، عَنْ أحمد بن يحيى، عَنِ أبن الأعرابى، لقيس ابن عاصم المنقري:
إني امرؤ لا يعتري حسبي ... دنس يفنده ولا أفن
من منقر فِي بيت مكرمة ... والفرع ينبت حوله الغصن
خطباء حين يقول قائلهم ... بيض الوجوه مصاقع لسن
لا يفطنون لعيب جارهم ... وهم لحفظ جواره فطن
وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أنشدنا أَبُو حاتم، عَنْ أبي عبيدة، للعرندس أحد بني بكر بن كلاب يمدح بني عمرو الغنويين، قَالَ: وكان الأصمعيّ، يقول: هذا المحال، كلابيّ يمدح غنوياً:
هينون لينون أيسار ذوو كرم ... سواس مكرمة أبناء أيسار
إن يسألوا الخير يعطوه وإن خبروا ... فِي الجهد أدرك منهم طيب أخبار
فيهم ومنهم يعد الخير متلّداً ... ولا يعدّ نثا خزي ولا عار
لا ينطقون عَنِ الأهواء إن نطقوا ... ولا يمارون إن ماروا بإكثار
من تلق منهم تقل لاقيت سيّدهم ... مثل النجوم التي يسري بها الساري