قَالَ أَبُو حاتم: يروي مجلّتهم ومحلّتهم، فمن روى مجلتهم أراد الصحيفة، ومن محلتهم، أراد بلادهم الشام.
والجلل: الصغير اليسير.
والجليل: العظيم.
قَالَ أَبُو نصر والجلل: العظيم أيضاً وقَالَ أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى: وجدت فِي كتاب أبي، عَنْ أحمد بن عبيد، عَنْ أبى نصر، كان الأصمعي يقول: الجلل: الصغير اليسير، ولا يقول: الجلل: العظيم.
قَالَ الأصمعي: لا يُقَال: الجلال إلا فِي الله عزّ وجلّ، وقَالَ أَبُو حاتم وقد يُقَال، وأنشد:
فلا ذا جلالٍ هبنه لجلاله ولا ... ذا ضياعٍ هنّ يتركن للفقر
وجلّ كل شيء: العظيم منه.
وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد فِي كتاب الأبواب للأصمعيّ: فعلت ذاك من جلل كذا وكذا، أي من عظمه وقَالَ أَبُو نصر: فعلت ذاك من أجلك وجلالك أي لعظمتك فِي صدري، وأنشد الأصمعيّ لجميل:
رسم دارٍ وقفت فِي طلله كدت ... أقضي الغداة من جلله
ورويت من غير هذا الوجه تفسير من جلله.
من أجله.
ويقَالَ: فعلت ذاك لجلك وجلالك، وأنشد الأصمعيّ، فِي جلالك:
وغيدٍ نشاوى من كرىً فوق شرب ... من الليل قد نبهّتهم من جلالكا
أي من أجلك.
والجلّى: الأمر العظيم، وجمعها جلل.
والجليل: الثّمام، واحدته جليلة، وأنشد الأصمعيّ:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بواد حولي إذخرٌ وجليل
وذكر شيوخنا: أن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع بلالاً ينشد هذا البيت فقَالَ: حننت يا بن السوداء.
ويقَالَ: هو ابن جلا، أي المنكشف المشهور الأمر، وأنشد الأصمعيّ:
أنا ابن جلا وطلاع الثّنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني
قَالَ: وابن أجلى مثله، وأنشد للعجاج:
لاقوا به الحجاج والإصحارا ... به ابن أجلي وافق الإسفارا