قَالَ: ولم أسمع بابن أجلى إلا فِي بيت العجاج.
وقوله: لاقوا به، أي بذلك المكان، وقوله: الإصحارا أي وجدوه مصحراً، ووجدوا به ابن أجلى، كما تقول: لقيت به الأسد، أي كان كأني لقيت بلقائي إياه الأسد.
وقوله: وافق الإسفارا، أي واضحاً مثل الصّبح.
وقَالَ غيره: عينٌ جلّية، أي بصيرة، قَالَ أَبُو داود الإيادي:
بل تأمّل وأنت أبصر منّى ... قصد دير السوى بعينٍ جليةٍ
والجلّية أيضاً: الأمر البيّن الواضح، قَالَ النابغة:
فآب مضلّوه بعينٍ جلّية ... وغودر بالجولان حزم ونائل
وقَالَ الأصمعي: والجلا: انحسار الشعر من مقدّم الرأس، رجلٌ أجلى وامرأة جلواء، وقد جلى يجلى جلاً مقصور.
وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد لبكر بن النطاح:
ولو خذلت أمواله جود كفّه ... لقاسم من يرجوه شطر حياته
ولو لم يجد فِي العمر قسماً لزائر ... لجاد له بالشطر من حسناته
وأنشدني بعض أصحابنا لبكر بن النطاح:
وإذا بدا لك قاسمٌ يوم الوغى ... يختال خلت أمامه قنديلا
وإذا تعرّض للعمود وليه ... خلت العمود بكفه منديلا
قالوا وينظم فارسين بطعنةٍ ... يوم اللقاء ولا يراه جليلا
لا تعجبوا فلو أنّ طول قناته ... ميلٌ إذاً نظم الفوارس ميلا
وأنشدني بعض أصحابنا له:
يا عصمة العرب التي لو لم تكن ... حيّاً إذاً كانت بغير عماد
إن العيون إذا رأتك حدادها ... رجعت من الإجلال غير حداد
وإذا رميت الثغر منك بعزمة ... فتحت منه مواضع الأسداد
فكأن رمحك منقعٌ فِي عصفر ... وكأن سيفك سل من فرصاد