فقَالَ: فتخ الشمائل مفتوخة الشمائل، لأنهم قد أمسكوا بها الدرق، وأصل الفتخ: اللين والاسترخاء.
وقوله: فِي أيمانهم روحٌ، أي تباعد عَنِ الجنب، لأنهم قد رفعوها بالسيوف وأمالوها للضرب.
وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أنشدنا عبد الرحمن، عَنْ عمه:
العهد عهدان فعهد امرئٍ ... يأنف أن يغدر أو ينقضا
يرعى بظهر الغيب إخوانه ... حفظاً ويستقبلهم بالرضا
لو قابل السيف عَلَى حدّه ... فِي بعض ما فيه أخوه مضى
وعهد ذي لونين ملالةٍ ... يوشك إن ودّك أن يبغضا
ليس له صبر عَلَى صاحب ... إلا قليلا ريث أن يرفضا
خلته مثل الخضاب الذي ... بينا تراه قانياً إذ نضا
إن لم تزره قَالَ قد ملّني ... وبالحرى إن زرت أن يعرضا
فإن أسأ يوماً فعاتبته ... قَالَ عفا ربك عما مضى
ولن تراه الدهر فِي حالة ... إلا عبوس الوجه قد حمضا
أنشدنا أَبُو بَكْرٍِ عَنْ أبى حاتم:
وإن سعيد الجدّ من بات ليلة ... وأصبح لم يؤشب ببعض الكبائر
فمولاك لا يهضم لديك فإنما ... هضيمة مولى المرء جدع المناخر
وجارك لا يذممك إنّ مسبّة ... عَلَى المرء فِي الأدنين ذم المجاور
وإن قلت فاعلم ما تقول فإنه ... إِلَى سامع ممن يغادي وآثر
فإنك لا تستطيع ردّ مقالة ... شأتك وزلّت عَنْ فكاهة فاغر
كما ليس رامٍ بعد إرسال سهمه ... عَلَى رده قبل الوقوع بقادر
إذا أنت عاديت الرجال فلا تزل ... عَلَى حذرٍ لا خير فِي غير حاذر
ومن لا يصانع فِي أمورٍ كثيرةٍ ... يضرّس بأنيابٍ ويوطأ بحافر
ترى المرء مخلوقاً وللعين حظّها ... وليس بأحناء الأمور بخابر