صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا ... إناث أطابت حملنا وفحول
علونا إِلَى خير الظهور وحَطَّنا ... لوقت إِلَى خبر البطون نزول
فنحن كماء المزن ما فِي نصابنا ... كهام ولا فينا يعد بخيل
وننكر إن شئنا عَلَى الناس قولهم ... ولا ينكرون القول حين نقول
اذا سيد منا خلا قام سيد ... قؤول لما قَالَ الكرام فعول
وما أخمدت نار لنا دون طارق ... ولا ذمنا فِي النازلين نزيل
وأيامنا مشهورة فِي عدونا ... لها غرر معلومة وحجول
وأسيافنا فِي كل غرب ومشرق ... بها من قراع الدارعين فلول
معودة ألا تسل نصولها ... فتغمد حتى يستباح قبيل
سلى إن جهلت الناس عنا وعنهم ... وليس سواء عالم جهول
فأن بنى الديان قطب لقومهم ... تدور رحاهم حولهم وتجول
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس أحمد بن يحيى، للفرزدق:
يفلقن هامن لم تنله سيوفنا ... بأسيافنا هام الملوك القماقم
ثم قَالَ أَبُو العباس: ها تنبيه، والتقدير يفلقن بأسيافنا هام الملوك القماقم، ثم قَالَ: ها للتنبيه، ثم قَالَ مستفهماً: من لم تنله سيوفنا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍِ: وسمعت شيخاً منذ حين يعيب هذا الجواب ويقول: يفلقن هاماً جمع هامة، وهام الملوك مردود عَلَى هاماً، كما قَالَ جل ثناؤه (إِلَى صراط مستقيم صراط الله) فاحتججت عليه بقوله لم تنله، وقلت: له لو أراد الهام لقَالَ: لم تنلها لأن الهام مؤنثة لم يؤثر عَنِ العرب فيها تذكير، ولم يقل أحد منهم: الهام فقلته، كما قالوا: النخل قطعته، والتذكير والتأنيث لا يعمل قياساً إنما يبنى فيه عَلَى السماع واتباع الأثر
وأنشدنا أَبُو عبد الله نفطويه، قَالَ: أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي، لمطيع بن إياس الكوفي يرثي يحيى بن زياد الحارثي: