وينادونه وقد صم عنهم ... ثم قالوا وللنساء نحيب
ما الذي غال أن تحير جواباً ... أيها المصقع الخطيب الأديب
فلئن كنت لا تحير جوابا ... فبما قد ترى وأنت خطيب
فِي مقَالَ وما وعظت بشىء ... مثل وعظ بالصمت اذ لا تجيب
وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي أشعار هذيل، ولم أر أحداً يقوم بأشعار هذيل غيره، لأبي خراش الهذلي:
حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشر أهون من بعض
فوالله لا أنسى قتيلاً رزئته ... بجانب قوسي ما مشيت عَلَى الأرض
بلى إنها تعفو الكلوم وإنما ... نوكل بالأدنى وإن جل ما يمضي
ولم أدر من ألقى عليه رداءه ... خلا أنه قد سل عَنْ ماجد محض
ولم يك مثلوج الفؤاد مهبجاُ ... أضاع الشباب فِي الربيلة والخفض
ولكنه قد لوحته مخامصٌ ... عَلَى أنه ذو مرة صادق النهض
كأنهم يشبثون بطائرٍ خفيف ... المشاش عظمه غير ذي نحض
يبادر قرب الليل فهو مُهابذ ... يحث الجناح بالتبسط والقبض
المثلوج: البليد، ومثله قول آخر: ولكن قلباً بين جنبيك بارد والمهبج: المنتفخ، ويروى: مهبلاً، وهو الثقيل الجافي.
والربيلة: الخفض والدعة، ويروى: الربالة، وهو كثرة اللحم لا اللحم نفسه.
والمهابذ: المجاهد فِي العدو والسير، ويقَالَ: أهذب وأهبذ إذاً اجتهد فِي الإسراع.
وقرأت عليه لأبي عطاء السندي فِي ابن هبيرة:
ألا إن عيناً لم تجد يوم واسط ... عليك بجاري دمعها لجمود