الشديد المرارة وعند بعضهم: الشديد الحموضة، والمقر: الصبر.
ويحتجن: يحتكر ويخفى
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، لأبى زبيد:
لها صواهل فِي صم السلام كما ... صاح القسيات فِي أيدى الصياريف
كأنهم بأيدى القوم فِي كبدٍ ... طير تكشف عَنْ جونٍ مزاحيف
وصف مساحي.
والسلام: الحجارة الصياريف: الصيارفة، ثم شبه المساحى فِي أيدي الحفارين الذين يحفرون قبر عُثْمَان، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، بطير تطير عَنْ إبل جونٍ مزاحيف.
والجون: السود.
والمزاحيف: المعيية، وإنما جعلها جوناً لأنهم حفروا لَهُ فِي حرةٍ، فشبه الحرة بالإبل السود
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، قَالَ: سَأَلت عَبْد الرَّحْمَن يوما فقلت لَهُ: إن رَأَيْت أن تنشدنى من أرق ما سَمِعْتُه من عمك من أشعار العرب! فضحك وقَالَ: والله لقد سَأَلت عمى عَنْ ذَلِكَ فقَالَ: يا بني، وما تصنع برقيق أشعارهم؟ فواللَّه إنه ليقرح القلوب، ويحث عَلَى الصبابة، ثم أنشدنى للعلاء بْن حذيفة الغنوى
يقولون من هذا الغريب بأرضنا ... أما والهدايا إننى لغريب
غريب دعاه الشوق واقتاده الهوى ... كما قيد عود بالزمام أديب
وماذا عليكم إن أطاف بأرضكم ... مطالب دينٍ أو نفته حروب
أمشى بأعطان المياه وابتغى ... قلائص منها صعبة وركوب
فقلت: أريد أحسن من هذا، فأنشدنى
لعمرى لئن كنتم عَلَى النأى والغنى ... بكم مثل ما بى إنكم لصديق
فما ذقت طعم النوم منذ هجرتكم ... ولا ساغ لى بين الجوانح ريق
إذا زفرات الحب صعدن فِي الحشا ... كررن فلم يعلم لهن طريق
يقرح: يجرح، قَالَ المتنخل الهذلى
لا يسلمون قريحاً حل وسطهم يوم ... اللقاء ولا يشوون من قرحوا