أي جرحوا، وقرأ أَبُو عمرو: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} [آل عمران: ١٤٠] .
وقَالَ: القرح: الجراح، والقرح كأنه ألم الجراح وأطاف: ألم
وأنشدنا أَبُو بَكْر، رحمه الله، قَالَ: أنشدنا عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عمه، قَالَ: أنشدتنى عشرقة المحاربية، وهى عجوز حيزبون زولة:
جريت مَعَ العشاق فى حلبة الهوى ... ففقتهم سبقاً وجئت عَلَى رسلى
فما لَيْسَ العشاق من حلل الهوى ... ولا خلعوا إلا الثياب التى أبلى
ولا شربوا كأساً من الحب مرةً ... ولا حلوةً إلا شرابهم فضلي
قَالَ أَبُو بَكْر: الحيزبون: التى فيها بقية من الشباب: والزولة: الظريفة، الزول: الظريف، وقوم أزوال، والزول أيضاً: الداهية، والزول: العجب.
وقَالَ لى غير أَبِي بَكْر: الحيزبون العجوز ولم يجد لها وقتاً
وأنشدنى أَبُو المياس للقطامى:
إلى حيزبونٍ توقد النار بعد ما ... تلفعت الظلماء من كل جانب
وأنشدنى أَبُو عمرو، عَنْ أَبِي العباس، عَنِ ابن الأعرابى:
لقد علمت سمراء أن حديثها ... نجيع كما ماء السماء نجيع
إذا أمرتنى العاذلات بصرمها ... هفت كبد عما يقلن صديع
وكيف أطيع العاذلات وحبها ... يؤرقنى والعاذلات هجوع
أنشدنى ابن الأعرابى البيتين الأولين، وأنشدنا أَبُو بَكْر بالإسناد الَّذِي تقدم عَنِ الأصمعى، عَنْ عشرقة، البيت الثاني والثالث، وأنشدنا الأخفش عَلي بْن سُلَيْمَان، قَالَ: أنشدنا إِبْرَاهِيم بن المدبر، لنفسه:
ما دمية من مرمرٍ صورت ... أو ظبية فِي خمرٍ عاطف
أحسن منها يوم قَالَت لنا ... والدمع من مقلتها ذارف
لأنت احلى من لذيذ الكرى ... ومن أمانٍ ناله خائف
فأنشدته قول الآخر:
اللَّه يعلم والدنيا مولية ... والعيش منتقل والدهر ذو دول
لأنت عندى وإن ساءت ظنونك بى ... أحلى من الأمن عند الخائف الوجل