وأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، عَنْ أبيه، قَالَ: أتى أعرابي إِلَى ابن عباس، فقَالَ:
تخوّفني مالي أخٌ لي ظالمٌ ... فلا تخذلني اليوم يا خير من بقي
فقَالَ: تخوّفك أي تنقّصك؟ قَالَ: نعم، قَالَ: الله أكبر! {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ}[النحل: ٤٧] أي تنقّص من خيارهم، وقد قرئ {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلا}[المزمل: ٧] وسبخاً قرأها يحيى بن يعمر، قَالَ الفراء: معناهما واحد أي فراغاً، وقَالَ غيره: سبحاً: فراغاً، وسبخاً: نوماً، ويقَالَ: قد سبخ الحرّ إذا خار وانكسر، ويقَالَ: اللهم سبّخ عنه الحمى أي خفّفها، وقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعائشة رحمها الله، حين دعت عَلَى سارقٍ سرقها: لا تسبّخي عنه بدعائك أي لا تخففي عنه إثمه، ويقَالَ لما سقط من ريش الطائر: سبيخ.
ما تعاقب فيه الدال التاء قَالَ الأصمعي: هو السّدى والسّتى، والأسديُّ والأستيُّ لسدى الثوب، قَالَ الحطيئة:
مستهلك الورد كالأسدي قد جعلت ... أبدى المطيّ به عاديةً ركبا
ويروى: رغباً.
ركب: جمع ركوب وهو الطريق الذي فيه آثار، والرّغب: الواسعة، قَالَ: وأما السّدى من الندى فبالدال لا غير، يُقَال: سديت الأرض إذا نديت، من السّماء كان الندى أو من الأرض، حكى بعض شيوخنا عَنْ أبي عبيدة، قَالَ السّدى: ما كان فِي أول الليل، والنّدى: ما كان فِي آخره، ويقَالَ للبلح إذا وقع وقد استرخت ثفاريقه وندى: بلحٌ سدٍ، وقد أسدى النّخل، ويقَالَ: أعتده وأعدّه، قَالَ الشاعر:
إثماً وغرما وعذاباً معتدا
ويقَالَ: الدولج والتولج: للكناس، ويقَالَ: مدّ فِي السير ومتّ، ويقَالَ: السبنداة والسبنتاة للجريئة، ويقَالَ للنمر: سبنتي وسبندى، ويقَالَ: هرت القصّار الثوب وهرده إذا خرقه، وكذلك هرد عرضه وهرته.