وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن دريد، لحميد بن ثور:
قرينة سبع إن تواترن مرة ... ضربن فصفت أرؤس وجنوب
تواترن: اتبع بعضهن بعضاً، يريد أنهن غير مصطفّات، فإذا أردن الطيران ضربن بأجنحتهن حتى يستوين، ثم يصرن إِلَى طيرانهن وهنّ مصطفّات الأرؤس والجنوب.
وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد لنفسه فِي قصيدة له أولها هذه الأبيات:
ليس المقصّر وانياً كالمقصر ... حكم المعذر غير حكم المعذر
لو كنت أعلم أن لحظك موبقي ... لحذرت من عينيك ما لم أحذر
لا تحسبي دمعي تحدّر إنما ... نفسي جرت فِي دمعي المتحدّر
خبري خذيه عَنِ الضنا وعَنِ البكا ... ليس اللسان وإن تلفت بمخبر
ولقد نظرت فردّ طرفي خاسئاً ... حذر العدا وبهاء ذاك المنظر
يأسى يحسن لي التستر فاعلمي ... لو كنت أطمع فيك لم أتستّر
المعذر فِي طلب الحاجة: المبالغ فيها، والمعذّر: المتواني، والمقصر عَنِ الشيء الذي ينزع عنه وهو يقدر عليه، والمقصّر: العاجز عنه: ما جاء من الكلمات بالصاد والزاي قَالَ الأصمعي: جاءتنا زمزمةٌ من بني فلان وصمصمة أي جماعة، وأنشد:
إذا تدانى زمزمٌ لزمزم
وأنشدنا أيضاً:
وحال دوني من الأبناء زمزمةٌ ... كانوا الأنوف وكانوا الأكرمين أبا
قَالَ ويروي: صمصمة، ويقَالَ: نشصت المرأة عَلَى زوجها ونشزت، وهو النشوص والنشور ومنه يُقَال: نشصت ثنيّته إذا خرجت من موضعها، قَالَ الأعشى:
تقمرها شيخٌ عشاءً فأصبحت ... قضاعيّةً تأتي الكواهن ناشصا
أي ناشزا، قَالَ لي أَبُو العباس: معنى تقمرها عقلها وأخرجها من قومها فأصبحت فِي قضا غريبةً تأتي الكواهن تسأل عَنْ حالها، هل يرين لها الرجوع إِلَى أهلها أم لا، والنشاص: الغيم المرتفع