من الأضداد، وجال البئر وجولها، ناحيتها وما يحبس الماء منها، ولهذا قيل للرجل الأحمق: ماله جولٌ أي شيءٌ يمسكه، وكذلك يُقَال: ماله زبرٌ، وزبر البئر: طيّها، وماله صيورٌ أي رأيٌ يصير إليه، وماله معقول، كل هذا فِي معنى واحد أي ماله عقلٌ، واللغويون يقولون: معقول أي عقل، وأَبُو عَلَى يقول: إنما أراد بمعقول أي ماله شيءٌ عُقل أي شدّ، أي ليس له هناك عقلٌ أمسك عليه.
فلا وأبي جليلة ما أفأنا ... من النعم المؤبل من بعير
جليلة: أخت كليب، وكانت تحت جساس قاتل كليب، وأفأنا: رجعنا، والنعم: الإبل خاصة، فإن اختلط بها غنمٌ جاز أن يُقَال: نعم، ولا يجوز أن يُقَال للغنم: وحدها: نعم، وجمع نعم: أنعام، والمؤبل: كان أَبُو الحسن يقول: المكمل، يُقَال: إبل مؤبّلة كما يُقَال: مائة ممآة، وقَالَ الأصمعي: المؤبّلة: التي للقنية، وقَالَ غيره، المؤبّلة: الجماعة من الإبل.
ولكنا نهكنا القوم ضرباً ... عَلَى الأثباج منهم والنحور
نهكنا القوم: أجهدناهم، والأثباج: الأوساط، واحدها ثبجٌ، وقَالَ أَبُو عمرو الشيباني: الكتد: ما بين الكاهل إِلَى الظهر، والثبج نحوه.
قتيلٌ ما قتيل المرء عمرو ... وجساس بن مرّة ذو ضرير
تركنا الخيل عاكفةً عليهم ... كأن الخيل تدحض فِي غدير
يُقَال: إنه لذو ضرير أي ذو مشقة عَلَى العدو، وعاكفة: مقيمة، تدحض: تزلق، يُقَال: مكان دحض مزلة ومدحضة، فأما قول علقمة.
رغا فوقهم سقب السماء فداحصٌ بشكّته لم يستلب وسليب فبالصاد غير معجمة، يُقَال: دحص برجله وفحص، وكان بعض العلماء يرويه فداحض، وهذا الحرف أحد ما نسب فيه إِلَى التصحيف
كأنا غدوةً وبني أبينا ... يجنب عنيزةٍ رحيا مدير
فلولا الريح أسمع أهل حجر ... صليل البيض تقرع بالذكور