للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزادني أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، من حفظه هاهنا بيتا وهو:

كأن بيوت الحيّ ما لم يكن بها ... بسابس لا يلقى بهنّ عريب

إذا شهد الأيسار أو غاب بعضهم ... كفى ذاك وضاح الجبين نجيب

وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ:

وإن شهدوا أو غاب بعض حماتهم ... كفى القوم وضاح الجبين أريب

وداعٍ دعاً يا من يجيب إِلَى النّدى ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب

فقلت ادع أخرى وارفع الصوت دعوة ... لعلّ أبا المغوار منك قريب

يجبك كما قد كان يفعل إنه ... مجيب لأبواب العلاء طلوب

فأنى لباكيه وإني لصادق ... عليه وبعض القائلين كذوب

فتىً أريحيٌ كان يهتز للنّدى ... كما اهتز ماضي الشفرتين قضيب

وخبّرتماني أنما الموت بالقرى ... فكيف وهاتا روضة وكثيب

يقَالَ: حميت المريض حمية، وأحميت الحديد فِي النار إحماء، وحميت الشيء إذا منعت عنه، وأحميت المكان إذا جعلته حمىً لا يقرب، ويقَالَ: عييت بالكلام فأنا أعيا عياً ولا يُقَال: أعييت، ويقَالَ: أعييت من المشي، فأنا أعيي إعياء، وإلح: أُشفق، يُقَال: ألاح من الشيء، أي أشفق، قَالَ جبيهاء الأشجعي:

تنجو إذا نجدت وعارض أو بهُّا ... سلقُ ألحن من السّياط خضوع

والسّلام: الصّخور، واحدتها سلمة، والسّلم: شجر، واحدتها سلمة، والسّلام أيضاً: شجر، واحدتها سلامة، ويقَالَ: خرمته المنية وتخرمته إذا ذهبت به، وشعوب معرفة لا تتصرف: اسم من أسماء المنية، وإنما سميت شعوب لأنها تشعب أي تفرق، وشعوب صفة فِي الأصل ثم سمي به، ويقَالَ: عجمت العود أعجمه عجماً، إذا عضضته لتسبر صلابته من رخاوته، بضم الجيم فِي المضارع، والعجم: النّوى، ومنه قول الأعشى: كلقيط العجم، وكان أَبُو بَكْرِ بن دريد يروى عَنْ أصحابه:

<<  <  ج: ص:  >  >>