من هوانٍ بكم عَلَى، اعلوا الضّراء، وابتغوا الخلاء، واستدبروا الريح، وخوّوا تخوية الظليم، وامتشّوا بأشملكم قَالَ ابن الأعرابي: الضراء: ما انخفض من الأرض، وسائر اللغويين يقول الضراء: ما واراك من الشجر خاصة، والخمر: ما واراك من الشجر وغيره، ويقَالَ: خوّى الظليم إذا جافى بين رجليه، قَالَ الراجز:
خوّى عَلَى مستوياتٍ خمس ... كر كرةٍ وثفناتٍ ملس
والثفنات: ما أصاب الأرض من البعير من صدره وركبتيه ورجليه إذا برك، وامتشوا: امسحوا، يُقَال: مششت يدي بالمنديل أمشّها مشّاً، قَالَ امرؤ القيس.
نمش بأعراف الحياد أكفنا ... إذا نحن قمنا عَنْ شواءٍ مضهّب
والمنديل يسمى المشوش.
وقرأت عَلَى أبي عمر المطرّز، قَالَ: أنشدنا أحمد بن يحيى، عَنِ ابن الأعرابي:
علقت بمن يشبّه قرن شمس ... وعيناه استعارهما غزالا
وهنّ أحبّ من حضن اللواتي ... حواضنهنّ يفتنّ الرجالا
أي هن أحب من حضن العيدان وضرب بها إِلَى
وقرأت عليه قَالَ: أنشدني أحمد بن يحيى، عَنِ ابن الأعرابي:
ولم أر شيئاً بعد ليلى ألذّه ... ولا مشرباً أروى به فاعيج
كوسطى ليالي الشهر لا مقسئنّةٌ ... ولا وثبى عجلى القيام خروج
أعيج: أنتفع، يُقَال: شربت دواء فما عجت به أي ما انتفعت به، والمقسئنة: الكبيرة العاسية، يُقَال: قد اقسأنّ العود إذا صلب.
قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يحيى، أن ابن الأعرابي أنشدهم:
ولو كنت تعطى حين تسأل سامحت ... لك النفس واحلولاك كلّ خليل
أجل لا ولكن أنت ألأم من مشى ... واسأل من صمّاء ذات صليل
يعني الأرض، وصليلها: صوت دول الماء فيها.