قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنِ الأصمعي، قَالَ: قرأ إمام:] وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} [سورة الفرقان: ٦٨] ثم أرتج عليه، فقَالَ أعرابي من خلفه: إنك يا إمام ما علمت لفعولٌ لما تحيّرت فيه
قَالَ: وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ:
وكنا كغصني بانةٍ ليس واحدٌ ... يزول عَلَى الحالات عَنْ رأي واحد
تبدّل بي خلاً فخاللت غيره ... وخلّيته لمّا أراد تباعدي
ولو أن كفي لم تردني أبنتها ... ولم يصطحبها بعد ذلك ساعدي
ألا قبح الرحمن كلّ مماذق ... يكون أخاً فِي الخفض لا فِي الشدائد
قَالَ وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس أحمد بن يحيى، قَالَ: أنشدنا عبد الله بن شبيب:
طرقتك بين مسبّح ومكبّر ... بحطيم مكّة حيث كان الأبطح
فحسبت مكّة والمشاعر كلّها ... ورحالنا باتت بمسكٍ تنفح
قَالَ: وقرأت عَلَى أبي عمر، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس، عَنِ ابن الأعرابي:
خبروها بأنني قد تزوجت ... فزلت تكاتم الغيظ سرا
ثم قَالَت لأختها ولأخرى ... جزعاً ليته تزوّج عشرا
وأشارت إِلَى نساء لديها ... لا ترى دونهنّ للسرّ سترا
ما لقلبي كأنّه ليس مني ... وعظامي إخال فيهنّ فترا
من حديث نمي إِلَى فظيع ... خلت فِي القلب من تلظّيه جمرا
قَالَ: أنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله قَالَ: أنشدنا أَبُو عثمان الأشنانداني:
بئس قريناً يفنٍ هالك ... أمّ عبيدٍ وأَبُو مالك
قَالَ: أم عبيد: المفازة، وأَبُو مالك: الكبر، وأنشد.
أبا مالكٍ إنّ الغواني هجرنني ... أبا مالك إني أظنك دائبا