وبينما المرء فِي الأحياء مغتبطاً ... إذ صار فِي الرمس تعفوه الأعاصير
يبكي الغريب عليه ليس يعرفه ... وذو قرابته فِي الحيّ مسرور
حتى كأن لم يكن إلا تذكّره ... والدهر أيتما حلٍ دهارير
الأعاصير جمع إعصار، والإعصار: الريح تثير الغبرة.
قَالَ: وقرأت عَلَى أبي عمر، قَالَ: أملى علينا أَبُو العباس أحمد بن يحيى، عَنِ ابن الأعرابي، لرافع بن هريم اليربوعي:
وصاحب السوء كالداء الغميض إذا ... يرفضّ فِي الجوف يجري هاهنا وهنا
يبدي ويظهر عَنْ عورات صاحبه ... وما رأى من فعالٍ صالح دفنا
كمهر سوءٍ إذا سكّنت سيرته ... رام الجماح وإن رفعته سكتا
إن عاش ذاك فأبعد عنك منزله ... أو مات ذاك فلا تقرب له جننا
يقَالَ: غمض وغمض، فمن قَالَ: غمض، قَالَ فِي الفاعل: غميض، ومن قَالَ: غمض، قَالَ فِي الفاعل: غامض، والجنن، والريم، والرمس، والجدث، والجدف: القبر.
قَالَ وقرأت عليه، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس، عَنِ ابن الأعرابي:
وإذا صاحبت فاصحب ماجداً ... ذا عفاف وحياء وكرم
قوله للشيء لا إن قلت لا ... وإذا قلت نعم قَالَ نعم.
قَالَ وقرأت عليه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس، عَنِ ابن الأعرابي، قَالَ قيل لأعرابي: أيّما أحبّ إليك الخبز أو التمر؟ فقَالَ: التمر حلوٌ، وما عَنِ الخبز مصّبر، قَالَ: ومضى هذا الأعرابي الذي قَالَ: التمر حلو ثم عاد، فقيل له: مالك عدت؟ فقَالَ: إن الذئب لا يدع غيطاً شبع فيه
قَالَ وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: نزل رجلٌ من العرب فِي قوم عدىً فأساءوا عشرته، فقيل له: كيف وجدت جيرتك؟ فقَالَ: يغتابنا أقصاهم، ويكذب علينا أدناهم، ويكثرون لدينا نجواهم، ويكشفون علينا خصاهم