قَالَ: وقرأت عليه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس، عَنِ ابن الأعرابي، قَالَ: يُقَال: دّبح ودّبخ، ودربح ودربخ، إذا ذلّ، قَالَ: والجدّ والجدة والجد والجدة والجد: وقَالَ: سيف باترٌ وبتور، وباضكُ وبضوكٌ أي قاطع، وقَالَ: لا يبضك الله يده
قَالَ وحَدَّثَنِي أَبُو يعقوب ورّاق أَبِي بَكْرِ بن دريد، وكان من أهل العلم، قَالَ أَخْبَرَنِي مسبح بن حاتم، قَالَ: أَخْبَرَنَا سليمان بن أبي شيخ، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد الأموي، قَالَ: تزوج رجل من أهل تهامة امرأةً من أهل نجد فأخرجها إِلَى تهامة، فلما أصابها حرّها قَالَت: ما فعلت ريحٌ كانت تأتينا ونحن بنجد يُقَال لها الصّبا؟ قَالَ: يحبسها عنك هذان الجبلان، فأنشدت:
أيا جبلى نعمان بالله خلّيا ... نسيم الصّبا يخلص إِلَى نسيمها
أجد بردها أو تشفِ مني حرارةً ... عَلَى كبدٍ لم يبقَ إلا صميمها
فإن الصبا ريحٌ إذا ما تنسّمت ... عَلَى نفس مهمومٍ تجلت همومها
قَالَ: وقرأت عَلَى أبى عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس أحمد بن يحيى، لعلي بن الغديّر الغنوي:
فذو الرأي منّا مستقادٌ لأمره ... وشاهدنا قاضٍ عَلَى من تغيّبا
إذا غضب المولى لهم غضب الحصى ... فلم ترى أثرى من حصاهم وأصلبا
أبى لي أنى لن أعير والدا ... دنيّا ولم يذمم فعالي فأقصبا
ولم أنتسب يوماً سوى الأصل أبتغي ... به مأكلا يدني بذل ومشربا
ولم تضرب الأرض العريضة فرجها ... عَلَى بأسباب إذا رمت مذهبا
وهلك الفتى أن لا يراح إِلَى النّدى ... وأن لا يرى شيئا عجيبا فيعجبا
أقصب: أشتم، وأصل القصب القطع، ومنه قيل للجزّار: قصّاب.
قَالَ: وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ دريد، رحمه الله، قَالَ: أنشدنا أَبُو حاتم، عَنِ الأصمعي:
يا قلب إنّك من أسماء مغرور ... فاذكر وهل ينفعك اليوم تذكير
تأتي أمورٌ فما تدري أعاجلها ... خيرٌ لنفسك أم ما فيه تأخير
فاستقدر الله خيراً وارضينَّ به ... فبينما العسر إذا دارت مياسير