قَالَ أَبُو بَكْرٍِ: أنكر الرّياشي المنمّي، وقَالَ: لعلّه حرف آخر، ويروى: المثمر من عيالي، المثمّر والمنمّي واحد فِي المعنى لأنه يُقَال: نمى المال ينمى، ونمّيته أنا وأنميته
فإنّي لا أضنّ عَلَى ابن عمّي ... بنصري فِي الخطوب ولا نوالي
ولست بقائلٍ قولاً لأحظى ... بقول لا يصدّقه فعالي
وما التّقصير قد علمت معدّ ... وأخلاق الدّنيّة من خلالي
وجدت أبي قد أورثه أبوه ... خلالاً قد تعد من المعالي
فأكرم ما تكون عَلَى نفسي ... إذا ما قل فِي الأزمات مالي
فتحسن سيرتي وأصون عرضي ... وتجمل عند أهل الرّأي حالي
وإن نلت الغنى لم أغل فيه ... ولم أخصص بجفوتي الموالى
ولم أقطع أخاً لأخٍ طريفٍ ... ولم يذمم لطرفته وصالي
وقد أصبحت لا أحتاج فيما ... بلوت من الأمور إِلَى سؤال
وذلك أننّي أدّبت نفسي ... وما حلت الرجال ذوي المحال
إذا ما المرء قصّر ثم مرّت ... عليه الأربعون من الرّجال
قَالَ أَبُو بَكْرٍِ: قَالَ الرياشي: الخوالي أشبه:
فلم يلحق بصالحهم فدعه ... فليس بلاحقٍ أخرى اللّيالي
وليس بزائل ما عاش يوماً ... من الدنيا يحول عَلَى سفال
الكلام عَلَى الإتباع الإتباع عَلَى ضربين: فضرب يكون فيه الثاني بمعنى الأول فيؤتى به تأكيداً، لأن لفظه مخالفٌ للفظ الأول، وضرب فيه معنى الثاني معنى الأول، فمن الإتباع قولهم: أسوان أتوان فِي الحزن، فأسوان من قولهم: أسى الرجل يأسى أسىً إذا حزن، ورجل أسيان وأسوان أي حزين، وأتوان من قولهم: أتوته آتوه بمعنى آتيته وهي لغة لهذيل، قَالَ: قَالَ خالد بن زهير:
يا قوم ما بال أبى ذؤيب ... كنت إذا أتوته من غيب
يشمّ عطفي ويمسُّ ثوبي ... كأننّي أربته بريب