للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن دمه بطل كما يبطل الكلأ الذي يحصده كل من قدر عليه، ويمكن أن يكون خضر من قولهم: عشب أخضر اذا كان رطباً، ومضر: أبيض لأن المضر، إنما سمي مضراً لبياضه، ومنه مضيرة الطبيخ، فيكون معناه أن دمه بطل طرياً، فكأنه لما لم يثأر به فيراق لأجله الدم بقي أبيض، وقَالَ بعض اللغويين: الخضرة بقيلة، وجمعها خضر، وأنشد فيه بيتاً لابن مقبل:

تقتادها فرج ملبونة خنف ... ينفخن فِي برعم الحوذان والخضر

ويقولون: شكس لكس، فالشكس: السيئ الخلق، واللَّكس: العسير، ويقولون: رطب صقر مقر، فالصَّقر: الكثير الصَّقر، وصقره: عسله، والمقر: المنقوع فِي العسل ليبقى، وكل شيء أنقعته فِي شيء فقد مقرته وهو ممقور ومقير، ومنه السمك الممقور وهو الذي قد أنقع فِي الخل، ويقولون: سغل وغل، قَالَ: السغل: المضطرب الأعضاء السيئ الخلق، كذا قَالَ الأصمعي، وقَالَ غيره: السغل: السيئ الغذاء، فأما الوغل: فالسيئ الغذاء لا أعرف فيه اختلافاً، والوغل فِي قول أبي زيد: المقصِّر، وفي قول الأصمعي: الداخل فِي قوم ليس منهم، ويقولون: سمج لمج، فاللَمج: الكثير الأكل الذي يلمج كلَّ ما وجده أي يأكله، قَالَ لبيد:

يلمج البارض لمجاً فِي النَّدى ... من مرابيع رياض ورجل

ويقولون: ثقف لقف، وثقف لقف، واللَّقف: الجيَّد الالتقاف: ويقولون: وتح شقن، ووتح شقن، ووتيح شقين، فالوتح: القليل والشَّقن مثله، ويقَالَ: وتحت عطّيته، وشقنت وأشقنتها أنا، ويقولون: عابس كابس، فالعابس من عبوس الوجه، وكابس يكبس، ويقولون: حائر بائر، فالحائر: المتحيّر، والبائر: الهالك، والبوار: الهلاك، وقَالَ أَبُو عبيدة: رجل بائر وبور، بضم الباء أي هالك، قَالَ أَبُو الزّبعري.

يا رسول المليك إن لساني ... راتق ما فتقت اذ أنا بور

ويكون البائر الكاسد، من قولهم: بارت السوق إذا كسدت، ويقولون: حاذق باذق، فباذق يمكن أن يكون لغة فِي باثق، كما قالوا: قرب حثحاث وحذحاذ، ونبيثة ونبيذة لتراب البئر، فكأن الأصل، والله أعلم، أن رجلاً سقى فأجاد وأكثر، فقيل: حاذق باذق أي حاذق بالسقي، باثق للماء، ويقولون: حار يار، وحرّان يرّان، وحارّ جارّ، فالجارّ: الذي يجرّ الشيء الذي يصيبه من شدة

<<  <  ج: ص:  >  >>