للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويكون العطشان،

وقرأت عَلَى أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة، عَنْ أبيه:

لعمر بني شهابٍ ما أقاموا ... صدور الخيل والأسل النّياعا

يعني: الرّماح العطاش: ويقولون: سادمٌ نادمٌ، فالسادم: المهموم، ويقَالَ: الحزين، ويقَالَ: السّدم: الغضب مع همّ، ويقَالَ: غيظ مع حزن، ويقولون: تافهٌ نافهٌ، فالتافه: القليل، والنافه: الذي يعيي صاحبه، أنشد أَبُو زيد:

ولن أعود بعدها كريّاً ... أمارس الكهلة والصّبيا

والعزب المنفّه الأميّا

وقَالَ: الأمي: العيي القليل الكلام، والمنفّه: الذي قد نفّهه السّير أي أعياه، ويكون النافه المعيي فِي نفسه، ويقولون: أحمق تاكٌ وفاكٌ، فتاكٌ من قولهم: تكَّ الشيء يتكّه تكاً إذا وطئه حتى يشدخه، ولا يكون ذلك الشيء إلا ليناً مثل الرطب والبطيخ وما أشبههما، والأحمق مولع بوطء أمثالهما، وفاكٌ: من الفكّة وهو الضّعف، قَالَ الشاعر:

الحزم والقوة خيرٌ من ... الإدهان والفكّة والهاع

وقَالَ ابن الأعرابي: شيخ تاكٌ وفاكٌ، فمعناه أن الشيخ لضعفه إذا وطئ لم يقدر أن يشدخ غير الشيء اللّين، وفاك: هرمٌ، وقد فكّ يفكّ فكاً وفكوكاً فهو فاكّ، ويقَالَ: عنز فاكّة، ونعجة فاكّة، ويقولون: سائغٌ لائغٌ، وسيغٌ ليغٌ، فاللائغ: الذي لا يتبيّن نزوله فِي الحلق من سهولته، وقَالَ أَبُو عمرو: الأليغ: الذي لا يبيّن الكلام، وامرأة ليغاء، فأصلها من لاغ يليغ، وإن كان لم يصل إِلَى الآخر لاغ ويليغ، ويقولون: مائقٌ دائقٌ، فالدّائق: الهالك حمقاً، كذا قَالَ أَبُو زيد، فأما الدانق بالنون فالساقط المهزول من الرجال، كذا قَالَ أَبُو عمرو، وأنشد:

إنّ ذوات الدّلّ والبخانق ... قتلن كلّ وامقٍ وعاشقٍ

حتّى تراه كالسّليم الدّانق

: البخانق: البراقع الصّغار، واحدها بخنقٌ، ويقولون: عكٌّ أكٌّ، فالعكُّ والعكّة والعكيك: شدّة الحّر، والأكّ والأكة: الحرّ المحتدم، يُقَال: يوم ذو ألك، والأك أيضًا: الضيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>