للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند زوجها ولا عاقت أي لم تلصق بقلبه، ويقَالَ: عفريتٌ نفريتٌ، وعفرية نفرية، فعفريت فعليتٌ من العفر، يريدون به شدّة العفارة، ويمكن أن يكون عفريت فعليتاً من العفر وهو التراب، كأنه شديد التعفير لغيره أي التّمريغ له، ونفريتٌ فعليتٌ من النّفور، يمكن أن يكونوا أرادوا شديد التنقير، ويمكن أن يكونوا أرادوا شدة التفير لغيره، ويقَالَ: إنه لمعفتٌ ملفتٌ، فالمعفت: الذي يعفت الشيء أي يدقّه ويكسره، يُقَال: عفت عظمه إذا كسره، والملفت مثله فِي المعنى، يُقَال: ألفت عظمه إذا كسره، ويجوز أن يكون الملفت الذي يلفت الشيء أي يلويه، يُقَال: لفتّ ردائي عَلَى عنقي، وأنشد أَبُو بَكْرِ بن دريد:

أسرع من لفت رداء المرتدي

يُقَال: لفت الشيء إذا عصدته، وكلّ معصودٍ ملفوتٌ، ومنه اللفيتة وهي العصيدة، والعصد: الّليّ، ويقولون: سبحلٌ ربحلٌ، فالسبحل: الضخم، يُقَال: سقاء سبحل وسحبل وسبحلل، قَالَ الأصمعي: ونعتت امرأة من العرب ابنتها، فقَالَت: سبحلة ربحلة تنمى نبات النّخلة وقَالَ أَبُو زيد: الرّبحلة: العظيمة الجيدة الخلق فِي طول، وقيل لابنة الخسّ: أيّ الإبل خير، فقَالَت: السّبحل الرّبحل، الراحلة الفحل، والرّبحل مثل السّبحل فِي المعنى، ومنه قول عبد المطلب لسيف:

وملكا ربحلا ... يعطي عطاء جزلاً

يريد ملكاً عظيماً، ويقولون فِي صفة الذئب: سملّع هملّع، والهملّع: السريع، وكذلك السّملّع،

أنشدني أَبُو بَكْرِ بن دريد، لبعض الرجاز:

مثلي لا يحسن قولي فع فع ... والشّاة لا تمشي عَلَى الطمع

تمشي: تنمى، قَالَ: والفعفعة: زجر من زجر الغنم، ويقولون هو لك أبداً سمداً سرمداً، ومعناها كلها واحد.

قَالَ: وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنِ العتبى، قَالَ: سمعت أعرابياً يذمّ مدينةً دخلها وهو يقول: نزلت بذلك الوادي، فإذا ثياب أحرارٍ عَلَى أجساد عبيد، إقبال حظّهم، إدبار حظ الكرام

<<  <  ج: ص:  >  >>