قَالَ: وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ، رحمه الله:
لا أدفع ابن العلم يمشي عَلَى شفاً ... وإن بلغتني من أذاه الجنادع
ولكن أواسيه وأنسى ذنوبه ... لترجعه يوماً إِلَى الرّواجع
وحسبك من ذلٍّ وسوء صنيعةٍ ... مناواة ذي القربى وإن قيل قاطع
جنادع الشر: أوائله، واحدها جندعة، وأصل الجنادع: دوابّ تكون فِي حجرة الضّباب فإذا جاء المضبّب فرآها، قَالَ: هذه جنادعه.
قَالَ: وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنِ الأصمعي، عَنْ يونس، قَالَ: لما أنشد أَبُو النجم: بين رماحي مالكٍ ونهشل قَالَ رؤبة: أو ليس نهشلٌ من مالك! فقَالَ له: يا بن أخي، إن الكمر أشباهٌ، يريد مالك ابن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة
قَالَ: وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أنشدنا أَبُو حاتم، عَنِ الأصمعى، للمخبّل السّعدي:
إذا أنت عاديت الرجل فلاقهم ... وعرضك عَنْ غبّ الأمور سليم
وإنّ مقادير الحمام إِلَى الفتى ... لسوّاقة ما لا يخاف هموم
وقد يسبق الجهل النّهي ثمّ انها ... تريع لأصحاب العقول حلوم
وقد تزدرى النفس الفتى وهو عاقل ... ويؤفن بعد القوم وهو حزيم
أي حازم، وقرأت هذا البيت عَلَى أبي عمر فِي نوادر ابن الأعرابي، قَالَ: وأنشدنا أَبُو العباس، عَنِ ابن الأعرابي: ويؤفن بعض القوم وهو جريم أي عظيم الجرم، الجرم: الجسد
قَالَ: وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، للمغير بن حبناء:
إني امرؤٌ حنظلىّ حين تنسبني ... لا ملعتيك ولا أخوالي العوق
لا تحسبنّ بياضاً فِي منقصةً ... إنّ الّلهاميم فِي أقرابها البلق