الّلهاميم واحدها لهموم: وهو الكثير الجري.
والعرب تقول: أضعف الخيل البلق وأشدّها البهم.
وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، لعروة بن الورد:
قلت لركبٍ فِي الكنيف تروّحوا ... عشيّة بتنا عند ماوان رزّح
تنالوا الغنى أو تبلغوا بنفوسكم ... إِلَى مستراحٍ من عناءٍ مبرّح
ومن يك مثلي ذا عيالٍ ومقتراً ... يغرّر ويطرح نفسه كلّ مطرح
ليبلغ عذراً أو يصيب رغيبةً ... ومبلغ نفسٍ عذرها مثل منجح
ماوان: ماء لبنى فزارة، والرازح: الذي قد سقط من الهزال والإعياء، والجميع رزح.
قَالَ: وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أنشدنا أَبُو عثمان، عَنِ التوزي، عَنْ أبي عبيدة، لمعن بن أوس:
لعمرك ما أهويت كفّي لريبةٍ ... ولا حملتني نحو فاحشةٍ رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها ... ولا دلّني رأيي عليها ولا عقلي
وأعلم أنّي لم تصبني مصيبةُُ ... من الدّهر إلا قد أصابت فتىً قبلي
ولست بماشٍ ما حييت بمنكر ... من الأمر ما يمشي إِلَى مثله مثلي
ولا مؤثراً نفسي عَلَى ذي قرابتي ... وأوثر ضيفي ما أقام عَلَى أهلي
قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معاذ، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن شبيب أَبُو جعفر النحوي، عَنِ ابن أبي خالد، عَنْ سفيان بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان، قَالَ: وقع ميراث بين بني هاشم وبين بني أمية تشاحّوا فيه وتضايقوا، فلما تفرّقوا أقبّل علينا أبونا عمرو، فقَالَ: يا بنيّ، إن لقريش درجاً تزّل عنها أقدام الرجال، وأفعالًا تخشع لها رقاب الأموال، وغاياتٍ تقصر عنها الجياد المسوّمة، وألسناً تكلّ عنها الشّفار المشحوذة، ثم إنه ليخيّل إِلَى أن منهم ناساً تخلّقوا بأخلاق العوامّ، فصار لهم رفقُُ فِي اللّؤم، وتخرّق فِي الحرص، إن خافوا مكروهاً تعجّلوا له الفقر، وإن عجّلت لهم نعمةُ أخّروا عليها الشّكر، أولئك أنضاء الفكر، وعجوة حملة الشكر