للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معاذ، عَنْ محمد بن شبيب النحوي، قَالَ: وفد عبيد الله بن زياد بن ظبيان عَلَى عتّاب بن ورقاء فأعطاه عشرين ألفاً، فلما ودّعه قَالَ: يا هذا، ما أحسنت فأمدحك، ولا أسأت فأذمّك، وإنك لأقرب البعداء، وأحبّ البغضاء قَالَ يعقوب، يُقَال: وقع ذلك الأمر فِي روعي وفي خلدي وفي ضميري، وفي نفسي.

وحكى التّوّزيّ: وقع فِي صفري وفي جخيفي، ومنه: قيل لا يلتاط بصفري، أي لا يلزق بقلبي، وكذلك يُقَال لا يليق بصفري.

وأَخْبَرَنَا بعض أصحابنا عَنْ أحمد بن يحيى، أنه قَالَ: حكى لنا عَنِ الأصمعي أنه قيل له: إن أبا عبيدة يحكى: وقع فِي روعي، وفي جخيفي.

قَالَ: أما الرّوع فنعم، وأما الجخيف فلا.

قَالَ: وحَدَّثَنَا أَبُو عبد الله، قَالَ: أَخْبَرَنِي محمد بن يونس، عَنِ الأصمعي، قَالَ: أتى أَبُو مهدية بإناء فيه ماء، فتوضأ فأساء الوضوء، فقيل له: يا أبا مهدية، أسات الوضوء، وكان الإناء يسع أقل من رطل، فقَالَ: القر شديد، والرّبّ كريم، والجواد يعفو

قَالَ: وقرأت عَلَى أبي عمر المطرّز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يحيى، عَنِ ابن الأعرابي، قَالَ: قيل لابنة الخس: ما أحسن شيء رأيت؟ قَالَت: غادية فِي إثر سارية، فِي نبخاء قاوية قَالَ: النّبخاء: الأرض المرتفعة المشرفة، لأن النبات فِي الموضع المرتفع أحسن.

قَالَ وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عثمان، عَنِ التوزي، عَنْ أبي عبيدة، قَالَ: خرج جرير والفرزدق مُرتدفين عَلَى ناقة إِلَى هشام بن عبد الملك، فنزل جرير يبول فجعلت الناقة تتلّفت فضربها الفرزدق وقَالَ:

إلام تلفتين وأنت تحتي ... وخيرُ الناس كلّهم أمامي

متى تردي الرّصافة تستريحي ... من التهجير والدّبر الدّوامي

ثم قَالَ: الآن يجيء جرير، فأنشدهُ هذين البيتين فيردّ عَلَى:

تلفّت أنها تحت ابن قينٍ ... إِلَى الكيرين والفأس الكهام

متى ترد الرّصافة تخز فيها ... كخزيك فِي المواسم كلّ عام

فجاء جرير والفرزدق يضحك، فقَالَ: ما يضحكك يا أبا فراس؟ فأنشده البيتين، فقَالَ جرير:

تلفت أنها تحت ابن قين

كما قَالَ الفرزدق سواءً، فقَالَ الفرزدق: والله لقد قلت هذين البيتين، فقَالَ جرير: أما علمت أن شيطاننا واحد

<<  <  ج: ص:  >  >>