قَالَ: وأنشدنا أَبُو بَكْرٍ، رحمه الله، تعالى، قَالَ: أنشدنا أَبُو حاتم، عَنِ الأصمعي، لأعرابية ترقص ابنها وهي تقول:
أحبه حبّ شحيحٍ ماله ... قد ذاق طعم الفقر ثم ناله
إذا أراد بذله بداله
قَالَ: وأنشدنا ابراهيم بن محمد بن عرفة، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس أحمد بن يحيى:
أرى كل امرئ إِلَى عاصم ... فما أنا لو كان لم يولد
فنفسي فداؤك مستيقظاً ... ونفسي فداؤك فِي المرقد
ونفسي فداؤك رحب اليمين ... بالخير مجتنب الأفند
فلو كنت شيئاً من الأشربات ... لكنت من الأسوغ البرد
قَالَ: وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: كانت امرأة بحمى ضريّة أحسبها من غنّى، ذات يسار فكثر خطّابها، ثم إنها علقت غلاماً من بني هلال، فضفتها ليلةً وقد شاع فِي الحاضر شأنها فأحسنت ضيافتي، فلما تعشّيت جلست إِلَى تحَدَّثَنِي فقلت لها: يا أمّ العلاء إني أريد أن أسائلك عَنْ أمر وأنا أهابك لما أعلم من عفّتك وفضل دينك وشرفك، فتبسمت ثم قَالَت: أنا أحدثك قبل أن تسألني، ثم قَالَت:
ألهف أبي لمّا أدمت لك الهوى ... وأصفيت حتى الوجد بي لك ظاهر
وجاهرت فيك الناس حتى أضرّ بي ... مجاهرتي يا ويح فيمن أجاهر
فكنت كفئ الغصن بينا يظلني ... ويعجبني إذ زعزعته الأعاصر