فغيقة فالأخياف أخياف ظبية ... بها من لبيني مخرفٌ ومرابع
لعلّ لبيني أن يحم لقاؤها ... ببعض البلاد أنّ ما حمّ واقع
بجزعٍ من الوادي خلاءٍ أنيسه ... عفا وتخطّته العيون الخوادع
ولما بدا منها الفراق كما بدا ... بظهر الصفا الصّلد الشقوق الشوائع
تمنيّت أن تلقى لبيناك والمنى ... تعاصيك أحياناً وحيناً تطاوع
وما من حبيبٍ وامقٍ لحبيبه ... ولا ذي هوىً ألاّ له الدّهر فاجع
وطار غراب البين وانشّقت العصى ... ببينٍ كما شقّ الأديم الصّوانع
ألا يا غراب البين قد طرت بالذي ... أحاذر من لبنى فهل أنت واقع
وإنك لو أبلغتها قيلك اسلمي ... طوت حزناً وارفضّ منها المدامع
تبكي عَلَى لبنى وأنت تركتها ... وكنت كآتٍ غيّه وهو طائع
فلا تبكين فِي إثر شيءٍ ندامةً ... إذا نزعته من يديك النّوازع
فليس لأمرٍ حاول الله جمعه ... مشتٌّ ولا ما فرّق الله جامع
كأنك لم تغنه إذا لم تلاقها ... وإن تلقها فالقلب راضٍ وقانع
فيا قلب خبّرني إذا شطّت النّوى ... بلبني وصدت عنك ما أنت صافع
أتصبر للبين المشتِّ مع الجوى ... أم أنت امرؤٌ ناسي الحياء فجازع
فما أنا إن بانت لبينى بهاجعٍ ... إذا ما استقلت بالنيّام المضاجع
وكيف ينام المرء مستشعر الجوى ... ضجيع الأسى فيه نكاسٌ روادع
فلا خير فِي الدنيا إذا لم تواتنا ... ليبنى ولم يجمع لنا الشّمل جامعٌ
أليست لبينى تحت سقفٍ يكنّها ... وإيّاي هذا إن نأت لي نافع
ويلبسنا الليل البهيم إذا دجا ... ونبصر ضوء الصّبح والفجر ساطع
تطأ تحت رجليها بساطاً وبعضه ... أطأه برجلي ليس يطويه مانع
وأفرح إن تمسي بخيرٍ وإن يكن ... بها الحدث العادي ترعني الرّوائع
كأنك بدعٌ لم تر الناس قبلها ... ولم يطلعك الدهر فيمن يطالع