للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لاه ابن عمك لا أفضلت فِي حسب ... عنى ولا أنت دياني فتخزوني

ومقاطع الأمور ثلاثة: حرب مبيرة، أو سلم قريرة، أو مداجاة وغفيرة، فقَالَ الملك: لا تنشطوا عقل الشوراد، ولا تلقحوا العون القواعد، ولا تؤرثوا نيران الأحقاد ففيها المتلفة المستأصلة، والجائحة والأليلة، وعفوا بالحلم أبلاد الكلم، وأنيبوا إِلَى السبيل الأرشد والمنهج الأقصد، فإن الحرب تقبل بزبرج الغرور، وتدبر بالويل والثبور؛ ثم قَالَ الملك:

ألا هل أتى الأقوام بذلى نصيحة ... حبوت بها منى سبيعا وميثما

وقلت اعلما أن التدابر غادرت ... عواقبه للذل والقل جرهما

فلا تقدحا زند العقوق وأبقيا ... عَلَى العزة القعساء أن تتهدما

ولا تجنيا حربا تجر عليكما ... عواقبها يوما من الشر أشأما

فإن جناة الحرب للحين عرضة ... تفوقهم منها الذعاف المقشما

حذار فلا تستنبثوها فإنها ... تغادر ذا الأنف الأشم مكشما

فقالا لا أيها الملك، بل نقبل نصحك، ونطيع أمرك، ونطفي الناثرة، ونحل الضغائن، ونثوب إِلَى السلم: قوله: تشاحنا، من الشحناء وهى العداوة.

والجذم: الأصل، قَالَ أوس بن حجر:

غنى تآوى بأولادها ... لتهلك جذم تميم بن مر

وكذلك الجذر، وجذور الحساب منه، وقَالَ أَبُو عمرو الشيبانى: الجذر بكسر الجيم.

وقَالَ أَبُو بَكْرٍ: التخبط: ركوب الرجل رأسه فِي الشر خاصة، ولم أسمع هذه الكلمة من غيره.

فأما التخمط بالميم: فالتكبر، وأنشد يعقوب:

وخطيب قوم قدموه أمامهم ... ثقة به متخمط تياح

<<  <  ج: ص:  >  >>