للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا شك في أن حصول النظر متوقف على حصول القضايا.

والقضايا، إما نظرية، وإما ضرورية.

والنظرية: متوقف على الضرورية، دفعًا للتسلسل.

والضرورية: متوقفة على تصور مفرداتها.

والعلم بذلك ضروري، لكن شيء من التصورات غير مكتسب، لأنه إن كان محظورًا بالبال امتنع اكتسابه لاستحالة تحصيل الحاصل.

وإن لم يكن كذلك امتنع أيضًا اكتسابه، لأن اكتساب ما يكون الذهن عنه غافلاً محال، والعلم بذلك ضروري، وإذا امتنع اكتساب التصورات امتنع اكتساب القضايا الضرورية، ضرورة حصولها عند حصول تصور مفرداتها، وامتناع حصولها عند عدم حصولها.

وإذا امتنع تحصليها، امتنع تحصيل القضايا النظرية، لأنها واجبة الحصول عند حصولها وإلا لم يكن اللزوم قطعيًا "لأن جواز انفكاك اللزوم يقدح في القطع وحينئذ يلزم أن لا يكون لشيء من النظريات قطعيًا، وهو خلاف الإجماع.

ومن الظاهر أنها ممتنعة الحصول أيضًا عند عدم حصولها.

<<  <  ج: ص:  >  >>