للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عبد الله بن عمرو-رضى الله عنهما- قال:

قِال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "الآيَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ فِى سِلْكٍ، فَإِنْ يُقْطَعِ السِّلْكُ يَتْبَعْ بَعْضُهَا بَعْضاً". (١)

وعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- قَالَتْ:

" إِذَا خَرَجَ أَوَّلُ الْآيَاتِ، طُرحت الْأَقْلَامُ، وَحُبِسَتِ الْحَفَظَةُ، وَشَهِدَتِ الْأَجْسَادُ عَلَى الْأَعْمَالِ ". (٢)

وهو وإن كان موقوفاً، فإن له حكم الرفع؛ لأن مثل هذا مما لا يقال من جهة الرأي، لأنه شيء غيبي، فلا بد أن يكون مستنداً على الوحي.

وقد ذكر ابن حجر جملة من الأثار المرفوعة والموقوفة في ذلك، ثم قال:

فهذه آثار يشد بعضها بعضاً، متفقة على أن الشمس إذا طلعت من المغرب أغلق باب التوبة، ولم يفتح بعد ذلك، وأن ذلك لا يختص بيوم الطلوع، بل يمتد إلى يوم القيامة. (٣)

فالنصوص دلت على أن التوبة لا تقبل بعد طلوع الشمس من مغربها، وأن الكافر لا يقبل منه الإسلام، ولم تفرِّق النصوص بين من شاهد هذه الآية وبين من وُجد بعدها ولم يشاهدها.

قال زين الدين العراقي:

كان شيخنا أبو حفص البلقيني يقول إذا تراخى الحال بعد طلوع الشمس من مغربها وتناساه أكثر الناس قُبلت التوبة والإيمان بعد ذلك؛ لزوال الآية التي تضطر الناس إلى الإيمان، وهذا يحتاج إلى دليل، وما أظن الزمان يتراخى بعد ذلك، ولا يبقى فيه مهلة وتطاوُل بحيث يطول العهد بذلك قبل يوم


(١) أخرجه أحمد (٧٠٤٠) والحاكم (٨٦٣٩)، وقال " هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه "
، الذهبي: "على شرط مسلم ". وصححه الشيخ أحمد شاكر، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (ح: ١٧٦٢)
(٢) أخرجه الطبري في " جامع البيان " (١٤٢٤٦)، وصححه الحافظ في الفتح (١١/ ٤٩٥)، وقال الشيخ أحمد شاكر: "إسناده صحيح". وانظر" تفسير القرآن العظيم " (٣/ ٢٣٢)
(٣) فتح الباري (١١/ ٤٩٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>