للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل:

أن المراد بالعرش هنا هو التعبير عن استيلائه على الخلق، وتسلُّطه على إضلالهم بذكر وضع العرش على الماء. والصحيح -والله أعلم- حمل الحديث على ظاهره، ويكون من جملة تمرُّد إبليس وطغيانه وضع عرشه على الماء، فقد جعله الله - تعالى- قادراً على ذلك استدراجاً؛ وذلك ليغتر بأنَّ له عرشاً على هيئة عرش الله عزوجل، فيغرَّ بعض السالكين الجاهلين بالله -تعالى-أنه الرحمن.

* ومما يؤيد هذا الظاهر:

ما رواه أَبوسَعِيدٍ-رضى الله عنه- أن رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لابن صيَّاد: مَا تَرَى؟» قَالَ: أَرَى عَرْشاً عَلَى الْمَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" تَرَى عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ". (١)

٣ - العرش مخلوق عظيم، وله قوائم:

الذي يُستقرأ من الأدلة الشرعية أن عرش الرحمن- تبارك وتعالى- يعتبر أعظم مخلوقات الله - تعالى- وأوسعها على الإطلاق،


(١) أخرجه مسلم (٢٩٢٤)
* تنبيه مهم:
ما يتناقله البعض من كون عرش إبليس في " مثلث برمودا "، فهذا من الغيب الذي لا سبيل لمعرفته إلا بالخبر الصادق من الكتاب أوالسنة، ولم يثبت في ذلك شيء على سبيل الجزم.
ولا شك أن منطقة " مثلث برمودا "، والتي تقع على البحر الأطلسي، قد شَكَّلَت ظاهرة غريبة، حيَّرت العلماء والباحثين، من حيث اختفاء الكثير من السفن والطائرات في ذلك المكان، وتوّقف كافة الاتصالات عن البث، وعلى الرغم من التقدم العلمي، إلا إن هذه الظواهر ما زالت غامضة لدى العلماء والباحثين.
وقد صنف فى ذلك بعض الكتَّاب أمثال الكاتب منصور عبدالحكيم في كتابه "عرش إبليس ومثلث برمودا والأطباق الطائرة"، وكتابه " مواجهة الجن"، ونص فيها على أن عرش إبليس يقع في منطقة برمودا بالمحيط الأطلسي.
ومن هذه الكتب أيضاً كتاب " حوار مع الجن" للكاتب أسامة عبدالكريم، والذي أخبر فيه أنه قد جاءته رسالة من جن مسلم يدعى "كنچور" يخبره فيها بوجود عرش إبليس في مثلث برمودا!!
وأنظر كتاب"عرش إبليس ومثلث برمودا والأطباق الطائرة " (ص/١٣)
ولكنَّ هذه الأمور من العلم الذي لا ينفع، والجهل الذي لا يضر، فالمؤمن لا يشغله تحديد مكان عرش إبليس، وإنما يشغله كيف ينجو من الشيطان، وحبائله، وكيف يكون من عباد الله - تعالى- المخلصين، الذين قال الله فيهم:
" إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ " [الحجر: ٤٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>