للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الأخطل النصراني؟!!

فلنعم الحجة إذا كانت ذات قوة، أو تأوي إلى ركن شديد.

تراهم بالأمس القريب يعدلون عن الكتاب والسنة وإجماع الأمة في إثبات صفة الكلام لله -تعالى- استناداً لبيت منسوب لنفس الشاعر النصراني:

"إنَّ الكلامَ لفي الفؤادِ وإنما...... جعلَ اللسانُ على الفؤادِ دليلاً "

أولا يرون أنهم يفتنون في كل باب مرة أو مرتين، ثم لا يتوبون ولا هم يذَّكرون.

*قال أبو العباس ابن تيمية رداً على استدلالهم بالبيت: " قد استوى بشر على العراق... :

لم يثبت نقل صحيح أنه شعر عربي، وكان غير واحد من أئمة اللغة أنكروه، وقالوا: إنه بيت مصنوع لا يعرف في اللغة، وقد علم أنه لو احتج بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لاحتاج إلى صحته، فكيف ببيت من الشعر لا يعرف إسناده؟! وقد طعن فيه أئمة اللغة. (١)

قال ابن القيم:

أن هذا البيت محرَّف وإنما هو هكذا:

" بشر قد استولى على العراق"

هكذا لو كان معروفاً من قائل معروف، فكيف وهو غير معروف في شيء من دواوين العرب وأشعارهم التي يرجع إليها.

*ولو صح هذا البيت، وأنه غير محرَّف لم يكن فيه حجة بل هو حجة عليهم، وهو على حقيقة الاستواء؛ فإن بشراً هذا كان أخا عبد الملك بن مروان، وكان أميراً على العراق، فاستوى على سريرها كما هي عادة الملوك ونوابها أن يجلسوا فوق سرير الملك مستوين عليه. (٢)

* أما دعوى أهل التحريف أن تفسير الاسْتَواء عَلَى الْعَرْشِ بالعلو والارتفاع والاستقرار يلزم منه شغل المكان والحيز!!

فهى دعوى باطلة، لم يعرف أصحابها من الاثبات إلا التشبيه، ففروا منه إلى التحريف.


(١) مجموع الفتاوى (٥/ ١٤٦)
(٢) مختصر الصواعق المرسلة (ص/٣٥٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>