(٢) قد نصَّ النوويُّ أن: جمهور السلف على ترك التعرض لمعنى الصورة، حيث قال: "وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: «فإنَّ اللهَ خلقَ آدمَ على صُورته» فهو من أحاديث الصفات... وأنّ مِن العلماء مَن يُمسك عن تأويلها، ويقول: نؤمن بأنها حق، وأنّ ظاهرَها غيرُ مرادٍ، ولها معنًى يَليق بها. وهذا مذهب جمهور السلف، وهو أحوطُ وأسلمُ" ا. هـ. [المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحَجّاج] (١٦/ ١٦٥ - ١٦٦). وممن قالوا بذلك: الإمام الحافظ الذهبيّ، حيث قال: "أما معنى حديث الصورة فنرُدُّ عِلمه إلى الله ورسوله، ونَسكُتُ كما سكتَ السلفُ، مع الجَزْمِ بأنّ الله ليس كمثله شيءٌ". [ميزان الاعتدال] (٢/ ٤٢٠) وفي موضعٍ آخرَ في كتابه [سير أعلام النبلاء] (٥/ ٤٥٠) قال عَقِبَ حديثِ الصورة: "فنؤمن، ونفوِّض، ونُسَلِّم، ولا نخوض فيما لا يَعنينا، معَ عِلمِنا بأن الله ليس كمثله شيء". اهـ. * وكذلك قال المباركفوري: "ذهبَ السلفُ في أمثال هذا الحديث -إذا صحَّ-: أنْ يُؤمَنَ بظاهره، ولا يفسَّر بما يفسَّرُ به صفات الخلق، بل يُنفى عنه الكيفية، ويُوكَل عِلمُ باطنه إلى الله تعالى" [تحفة الأَحْوَذِيّ] (٩/ ٧٣). وكل هذا كلامٌ فيه نظرٌ. (٣) وانظر [الشريعة] (رقم/٧٢٥).