١ - تأويل المبتدِعة لآيات الصفات، كتفسيرهم صِفةَ (الغَضَب) بإرادة الانتقام، وتفسيرهم (الرحمة) بإرادة الإنعام، وقولِهم: إنّ المُراد بـ (اليَدَيْنِ) النِّعْمة، أو القُدْرة... وغير ذلك.
** ومن هذا الباب ولجَ المُحَرِّفةُ إلى تحريف حديث الباب:
فلمّا عَجزوا عن التحريف اللفظيّ للرِّواية الصحيحة الصريحة جاءُوا إلى التحريف المعنويّ، فقالوا: إنّ الحجة إنما كانت لآدمَ -عليه السلام- لَيْسَ لأنّ الحقَّ كان معه، وإنما كانت له الحُجّةُ لِأُمورٍ:
١ - أنَّ آدم -عليه السلام- كان هو (الأَبَ)، وموسى -عليه السلام- في مَقام (الابن)، فكيف للابن أن يَغلب أباه في الحُجّة؟!
** الرد على ذلك:
فهذا كلام باطل، فإنَّ الحق يؤخذ مِن كل مَن جاء به، ولو كان كافراً؛ فالله -تبارك وتعالى- ذَكَرَ الحق الذي جاءت به اليهود وجاءت به النصارى، قال - تَعالَى -: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ}، وكذلك قول الله - تَعالَى -: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ}، فاللهُ قَبِلَ قولَهم إنّ آباءهم قاموا بذلك، ورَدَّ قولَهم إنّ الله -تعالى- أمرَهم بها؛ بَلْ إنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قد قَبِلَ الحقَّ مِن الدَّجّالِ في حديث الجسّاسة في صحيح مسلم، حيث قال الدجالُ:"أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ"، وكذلك حديث تعليم آية (الكُرْسِيّ) عندَ النوم، ذَكَرَهُ الشيطانُ للصّاحبِ الجَليلِ أَبي هُريرةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، وأقرَّه الرسولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ.
*وعليه نقولُ:
إنّ قولكم "إنّ الحُجّة إنما كانت لآدم -عليه السلام- لأنه هو الأب، وموسى -عليه السلام- هو الابن، وليس للابن أن يَحجَّ أباه" هذا كلام باطل... أَلَمْ يَكُنْ إبراهيمُ -عليه السلام- هو الابن، وكانت له الحُجّة على أبيه (آزَرَ)؟!
*قال ابن القَيِّم:
"وهذا الكلامُ لا محصّلَ فيه البَتّةَ؛ فإنّ حجة الله يجب المَصيرُ