للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النار إلى برد الزمهرير ليزدادوا عذاباً فوق عذابهم، والله أعلم. (١)

٢ - الوجه الثاني:

إن أبي المخالف إلا أن يحمل ما هذا الأثر على فناء النار، فإنه يقال: هذا قول صحابي، وقول الصحابي إذا خالف القرآن أو خالف السنة لا يقبل، بل نقل ابن عقيل الإجماع على أن قول الصحابي على صحابي مثله ليس بحجة، فكيف إذا خالف القرآن والسنة وإجماع الأمة؟!!

* تنبيه مهم:

قد نُسب لشيخ الإسلام ابن تيمية ولتلميذه ابن القيّم القولُ بفناء نار الكافرين. (٢)

قال الشيخ مقبل الوادعي:

"ورَدِّي على الإمام الشَّوكاني لا يُنقص مِن قَدْره، وليس هو أوّلَ واحدٍ أخطأ، فذَلِكُمْ شيخُ الإسلام ابنُ تيمية، وتلميذُه ابنُ القيّم زَلّتْ أقدامُهما في القول بفناء النار، وقد ردَّ عليهما الصَّنعانيُّ في كتاب " رفع الأستار في الرد على القائلين بفناء النار "!! (٣)

*نقول أولاً: أما نسبة هذا القول إلى شيخ الإسلام ابن تيمية فهي باطلة؛ وذلك لأمورٍ:

١ - الأول:

أن شيخ الإسلام -رحمه الله- قد سئل عن حديث أنس بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء: النار وسكانها واللوح والقلم والكرسي والعرش»، أهذا الحديثُ صحيح أم لا؟

فأجاب:

"هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإنما هو من كلام بعض العلماء، وقد اتفق سلف الأمة وأئمتُها وسائرُ أهل السنة والجماعة على أنّ من المخلوقات ما لا يعدم ولا يَفنى بالكُلّيّة، كالجنة والنار والعرش، وغير ذلك". (٤)


(١) وانظر" لباب التأويل في معاني التنزيل " (٢/ ٥٠٤) ونص على مثله البغوي في تفسيره (٢/ ٤٠٣)
(٢) وممن نسب ذلك لشيخ الإسلام ابن تيمية ولتلميذه ابن القيّم السفَّاريني في لوامع الأنوارالبهية (٢/ ٢٣٥) والصنعاني في رسالة سمَّاها" رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار".
(٣) انظر مقدمة [تحفة الشاب الربّاني في الرد على الشوكاني] (ص/١١)، وهي رد على كتاب الشوكاني [بلوغ المُنَى في حُكم الاستمناء].
(٤) مجموع الفتاوى (١٨/ ٣٠٧)، وقد نص على مثله في "نقض التأسيس" (١/ ٥٨١)، وانظر "توقيف الفريقين على خلود أهل الدارين" (ص/٣٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>