للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجوابه:

فإنه يستحيل، لأنا نعلمه في الدنيا أيضا؛ فأي فائدة في هذا الخبر إذا كان الأمر في يوم القيامة وفي الدنيا واحداً؟؟!. (١)

* كذلك:

فإن لفظة "رأى" تارة تكون قلبية وتارة تكون بصرية، والقرائن هي التي تُخلّص أحد المعاني وترجحه، وأي بيان وقرينة فوق قوله: "ترون ربكم كما ترون الشمس "، فهل مثل هذا مما يتعلق برؤية البصر أو برؤية القلب؟! وهل يخفي مثل هذا إلا على من أعمي الله قلبه؟!! (٢)

* ومن شبهاتهم على نفي الرؤية:

قالوا: أحاديث الرؤية هي من أخبار الآحاد التى لا تفيد العلم في أبواب العقائد. (٣)

فجوابه من وجوه:

1) قد سلف لنا ذكر ما يؤيد أن أحاديث الرؤية إنما هي من الأحاديث المتواترة، وذكرنا أقوال العلماء فى ذلك.

2) وإن قلنا - تنزلناً- بأن أحاديث الرؤية من الآحاد فالصحيح أن خبر الواحد يفيد العلم النظري إذا احتفت به القرائن، سواء في ذلك ما ورد منها في العقائد أو العبادات. وهذا ما اختاره ابن تيمية وابن حجر وابن الصلاح والآمدي وابن القيم وغيرهم. (4)


(1) تأويل مختلف الحديث (ص/300)
(2) شرح العقيدة الطحاوية (ص/211)
(3) وممن نص على ذلك:
القاضى عبد الجبارفى "المغنى فى أبواب العدل والتوحيد " (4/ 225) والرازي في أساس التقديس (ص/168) والباقلانى في تمهيد الأوئل (1/ 266) وابن فورك في مشكل الحديث (1/ 270) وانظر المعتزلة وأصولهم الخمسة (ص/134) والمنحة الإلهية في الصفات الربانية (ص/282)
(4) وقد ذكرنا أدلة ذلك في رسالتنا "البيان الأثيث في قواعد علم الحديث"، عند الكلام على قاعدة (خبر الآحاد حجة في الاعتقاد).

<<  <  ج: ص:  >  >>