للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبي هُرَيْرَةَ-رضى الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -يَقُولُ:

«لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الفَأْلُ» قَالُوا: وَمَا الفَأْلُ؟ قَالَ: «الكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ». (١)

*ومن صور تفاؤل الرسول- صلى الله عليه وسلم- بالكلم الطيب:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ-رضى الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -كَانَ يُعْجِبُهُ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ أَنْ يَسْمَعَ: يَا رَاشِدُ، يَا نَجِيحُ. (٢)

*وعن عبد الله بن السائب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ سُهَيْلًا قَدْ أَرْسَلَهُ قومه عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال صلى الله عليه وسلم: (أَتَى سُهَيْلٌ، سَهَّلَ اللَّهُ أَمْرَكُمْ) (٣)

-قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

والفأل الذي يحبه الله هو أن يفعل الأمر أو يعزم عليه متوكلاً على الله فيسمع الكلمة الحسنة التي تسره، مثل أن يسمع: "يا نجيح، يا مفلح، ياسعيد، يا منصور "، ونحو ذلك، كما لقى صلى الله عليه وسلم في سفر الهجرة رجلاً فقال: ما اسمك؟ قال: بريدة، قال: " يا أبا بكر بَرُدَ أمْرُنا ". (٤)

* سؤال: ما الفرق بين الطيرة المحرمة والفأل الحسن؟؟

١ - أما الطيرة فهى شرك حرَّمه الشرع لما فيه من سوء ظن بالله -عز وجل -وتوقع للبلاء والسوء بناءً على الأوهام والظنون الكاذبة.

أما الفأل الحسن: فهو حسن ظن بالله عز وجل، والعبد مأمور أن يحسن الظن بربه عز وجل.

٢ - المتطير قد ضعف تعلُّق قلبه بالله وتوكله عليه، فترى قلبه مشوّشاً مشغولاً بما يتطير به من مسموع أو مرأي، معتقداً في أسباب هى من ظن الجاهلية.

أما صاحب الفأل الحسن: فقلبه متوكل على الله -عزوجل- متعلِّق به، معتقد في حسن تدبير الله له، مستأنساً في ذلك بما يرد على سمعه من الكلم الطيب.


(١) متفق عليه.
(٢) أخرجه الترمذى (١٦١٦) انظر صحيح الجامع (٤٩٧٨) ومعني يا راشد: يا واجد الطريق المستقيم، ومعني يا نجيح: يا من قضيت حاجته.
(٣) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٩١٥) قال الألبانى: حسن لغيره.
(٤) مجموع الفتاوى (٢٣/ ٦٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>