للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - قسم فرَّطوا: وهم المعتزلة والجهمية، نفاة القدر الذين جعلوا العبد مستقلاً بعمله، فلا سلطان لله عليه، لذا فلا يتوكل على الله تعالى.

٣ - قسم ثالث:

وهم الذين توسّطوا بين الفريقين، كما قال الله -عز وجل- عنهم: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا)، وهم أهل السنة والجماعة الذين قالوا: نتوكل على الله ونأخذ بالأسباب، فلا توكل مجرد عن الأسباب، ولا اعتماد على الأسباب بلا توكل، وهذا هو معنى هذه القاعدة:

"والالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد والإعراض عن الأسباب قدح في الشرع"

ويجمع هذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم - الذي أوتي جوامع الكلم: «استعن بالله، ولا تعجز» (١)

فقوله صلى الله عليه وسلم: «استعن بالله»: هذا هو التوكل. وقوله صلى الله عليه وسلم:

(ولا تعجز): هذا هو الأخذ بالأسباب.

- وقال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ، أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قَالَ: "اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ". (٢)

قال الطبري:

من وثق بالله وايقن أن قضاءه عليه ماضٍ، لم يقدح في توكله تعاطيه


(١) أخرجه مسلم (٢٦٦٤)
(٢) أخرجه الترمذى (٢٥١٧) وابن حبان (٧٣١) قال الألباني: حسن لغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>