وابن خزيمة وغيرهم متفقون على أن الله -تعالى- يتكلم بمشيئته وقدرته، ولم يقل أحد منهم إن القرآن قديم.
** ثم نقول:
وأصل قولهم أن كلام الله -تعالى-لا يتعلق بالمشيئة فمبناه على دعواهم نفي قيام الحوادث بالله!!!
وجواب ذلك:
أننا لا بد أن نفرق بين أصل صفة الكلام وبين آحاده، فالله- عز وجل- متصف بصفة الكلام من الأزل، فهي صفة ذات له عز وجل، لم يزل - سبحانه - ولا يزال متكلماً.
وأما آحاد الكلام - والذى منه القرآن - فهو بعض كلام الله - عز وجل- تكلم به متى شاء، وعليه فصفة الكلام قديمة الجنس، حادثة الآحاد.
قال تعالى (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ)
فالحداثة إنما هي وصف آحاد الكلام، وليس لأصل الصفة، فتنبَّه.
قال ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: " يا معشر المسلمين، كيف تسألون أهل الكتاب، وكتابكم الذي أنزل على نبيه -صلى الله عليه وسلم- أحدث الأخبار بالله "(١)
أما قولهم: القرآن هو حكاية وعبارة عن كلام الله!!
فجوابه:
أن هذا القول لم ينقل عن أحد من أئمة المسلمين من المتقدمين من الصحابة والتابعين، فدل أن ذلك من البدع المحدثة.
ونقول:
لو كان ما في المصحف عبارة أو حكاية عن كلم الله، وليس هو كلم الله حقيقة؛ لما حرم على الجنب والمحدث مسه، ولما حرم على الجنب قراءة القرآن.
*أما قولهم بالكلام النفسي الذى هو عندهم معنى واحد، هو الأمر والنهي، والخبر والاستخبار!!
فجوابه أن جمهور العقلاء يقولون: إن فساد هذا معلوم بالضرورة بعد التصور التام، فإنا إذا عرَّبنا التوراة والإنجيل لم يكن معناهما معنى القرآن بل معاني هذا ليست معاني هذا، وكذلك " {قل هو الله أحد}[الإخلاص: ١] ليس هو معنى