للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نقص في حق الله -عز وجل -ننزه ربنا تبارك وتعالي عنه.

ثم قولوا لنا: ما الفرق بين القول بأن الله -تعالى -تكلم بالقرآن الكريم بعد أن لم يكن متكلما به، والقول بأنه مخلوق؟؟!!

*كما أنه يلزم من قولكم هذا لوازم باطلة منها:

١ - أن الله -تعالى-قد كان ناقصاً في صفاته ثم كمل، تعالي الله عما يقول الظالمون علواً عظيماً.

٢ - إن الله -تعالى-تحل فيه الحوادث، ومن تحل فيه الحوادث فهو حادث.

** قول الواقفة في كلام الله عز وجل:

و بدعة الوقف هي بدعة تابعة لبدعة خلق القرآن، وأصحابها إنما أظهروا هذا الوقف في كلام الله -تعالى- بعد أن أُستخلف المتوكل علي المسلمين فقمع بدعة خلق القرآن، فاحتال ناس ممن كانوا يعتقدون بقول جهم لترويج بدعتهم، فاخترعوا قولاً لم يفصحوا فيه بخلق القرآن خوفاُ على أنفسهم، فقالوا لا ندري مخلوق أو ليس بمخلوق، وإنما هو كلام الله.

وهؤلاء قد ذمَّهم السلف على ذلك، وعدُّوا أن من وقف في حكمه على كلام الله-تعالى- فهو جهمي. كما نص على ذلك: أحمد وسفيان بن عيينة، وغيرهما. (١)


(١) فائدة مهمة:
والذين توقفوا في مسألة خلق القرآن طائفتان:
١) الأولى:
كانت تعتقد جزماً أن القرآن كلام الله -تعالى-غير مخلوق، كما هو اعتقاد السلف، لكنها توقفت وتركت الخوض في هذه النازلة تورعاً وكرهت الدخول فيها باعتبار أنها مسألة محدثة. وهذا مما ذمهم العلماء عليه؛ فليس هذا موطن تورع وسكوت، بل هو موطن الصدع بالحق والجهاد بالعلم.
قال ابن قتيبة:
ليس في غرائز الناس احتمال الإمساك عن أمر في الدين قد انتشر هذا الانتشار وظهر هذا الظهور، ولو أمسك عقلاؤهم ما أمسك جهلاؤهم، ولو أمسكت الألسنة ما أمسكت القلوب، فالشك لا يداوى بالوقوف، والبدعة لا تدفع إلا بالسنة، وإنما يقوى الباطل أن تبصره وتمسك عنه. وانظر "الاختلاف اللفظ " (ص/٢٤٦)
٢) الثانية:
وهم المعنيون بالحديث عنهم، الذين توقفوا عن الخوض في هذه المسألة لأنهم لم يتبين لهم الحق فيها، فهم شكاكة. ذكره الدكتور أحمد حمدان محقق كتاب شرح أصول اعتقاد السنة للالكائي (٢/ ٣٢٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>