والذين توقفوا في مسألة خلق القرآن طائفتان: ١) الأولى: كانت تعتقد جزماً أن القرآن كلام الله -تعالى-غير مخلوق، كما هو اعتقاد السلف، لكنها توقفت وتركت الخوض في هذه النازلة تورعاً وكرهت الدخول فيها باعتبار أنها مسألة محدثة. وهذا مما ذمهم العلماء عليه؛ فليس هذا موطن تورع وسكوت، بل هو موطن الصدع بالحق والجهاد بالعلم. قال ابن قتيبة: ليس في غرائز الناس احتمال الإمساك عن أمر في الدين قد انتشر هذا الانتشار وظهر هذا الظهور، ولو أمسك عقلاؤهم ما أمسك جهلاؤهم، ولو أمسكت الألسنة ما أمسكت القلوب، فالشك لا يداوى بالوقوف، والبدعة لا تدفع إلا بالسنة، وإنما يقوى الباطل أن تبصره وتمسك عنه. وانظر "الاختلاف اللفظ " (ص/٢٤٦) ٢) الثانية: وهم المعنيون بالحديث عنهم، الذين توقفوا عن الخوض في هذه المسألة لأنهم لم يتبين لهم الحق فيها، فهم شكاكة. ذكره الدكتور أحمد حمدان محقق كتاب شرح أصول اعتقاد السنة للالكائي (٢/ ٣٢٣)