للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عثمان بن أبي شيبة:

«الواقفة شر من الجهمية بعشرين مرة، هؤلاء شكَّوا في الله». (١)

**الرد على الواقفة:

١ - وأما قولكم هذا فهو في حقيقته شك في كلام الله عز وجل، لأنه ما توقف إلا لما شك في إضافة هذه الصفة إلي الله عز وجل إضافة صفة إلى موصوف، والشك في دين الله كفر؛ وذلك لأن الشك فى الصفة شك فى الموصوف.

*سئل عنهم الإمام أحمد فقال:

هؤلاء أضر من الجهمية على الناس، فإن لم تقولوا ليس بمخلوق فقولوا مخلوق. ومن يشك في هذا. سبحان الله أفي هذا شك؟! (٢)

قال الدارمي:

لا ينبغي لمصلٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يشك في شئ من صفات الله وكلامه، كما أنكم حين شككتم في ذلك لم تأمنوا أن يكون كلام الله مخلوقاً، فكيف تنسبون من قال بخلق القرآن إلى البدعة، وأنتم في شك من أمرهم. (٣)

** قول الروافض في القرآن:

هم في ذلك على فرقتين:

١ - هشام بن الحكم وأصحابه: يقولون إن القرآن لا خالق ولا مخلوق، وهو كلام الله كما قاله جعفر بن محمد وسائر أئمة السنة.

٢ - والفرقة الثانية: يزعمون أنه مخلوق محدث لم يكن ثم كان كما تزعم المعتزلة والخوارج، وهؤلاء قوم من المتأخرين منهم. (٤)


(١) الإبانة الكبرى (١/ ٢٩٠)
(٢) وانظر الإبانة عن أصول الديانة (٢/ ٩٨١)
(٣) الرد على الجهمية (ص/١٧٦)
(٤) وقد نقل الطبري في صريح السنة (ص/٢٢) عن جعفر الصادق أنه سئل عن القرآن، فقال: أقول فيه ما يقول أبي وجدي: ليس بخالق ولا مخلوق، وإنما هو كلام الله عز وجل.
(أخرجه البيهقي في الاعتقاد (ص/١٠٧) وقال: (صحيح مشهور)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما شيوخ الإمامية فكانوا يقولون: القرآن ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله كما قاله جعفر بن محمد وسائر أئمة السنة، ولكن لا أعرف هل يقولون بدوام كونه متكلما بمشيئته، كما يقوله= = أئمة أهل السنة، أم يقولون: تكلم بعد أن لم يكن متكلماً، كما تقوله الكرامية وغيرهم.
وانظر منهاج السنة النبوية (٢/ ٢٤٧) ومقالات الإسلاميين (ص/٣٢) وشرح السنة (١/ ١٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>