للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - وأما ما يُذكر عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه سئل عن أَطْفَالَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ:

(إِنْ شِئْتِ أَسْمَعْتُكِ تَضَاغِيَهُمْ فِي النَّارِ)، فهذا مما لا يصح سنده. (١)

٤ - وأما ما يُروى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ وَأَوْلادَهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ وَأَوْلادَهُمْ فِي النَّارِ "، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ، أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتِهِمْ)، فهذا مما لا يصح له إسناد. (٢)

مع ما فيه من النكارة؛ ووجه ذلك أنه يخالف النصوص الصريحة الصحيحة التى دلت على أن أطفال المشركين في الجنة.

٥ - وأما استدلالهم بحديث إِبْرَاهِيم ابن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

... «إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الجَنَّةِ». (٣)

فسبق الجواب على مثله عند الرد على استدلالهم بالآية الأولى.

*وأما استدلالهم من النظر بقولهم:

أن الحكم بأنهم من أهل الجنة يلزم منه أن


(١) أخرجه أحمد (٢٥٧٤٣) وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١٥٤١) والكامل في الضعفاء (٢/ ٢٥٩)
قال ابن حجر:
وهو حديث ضعيف جداً؛ لأن في إسناده أبا عقيل مولى بهية؛ وهو متروك"
قال ابن الجوزي:
" هذا حديث لا يصح، قال أحمد بن حنبل: يحيى بن المتوكل يروي عن بهية أحاديث منكرة، وهو واهي الحديث، وقال النسائي: هو ضعيف، وقال ابن حبان: "ينفرد بأشياء ليس لها أصول، وقال السعدي: سألت عن بهية كي أعرفها فأعيانا (العلل المتناهية (٢/ ٤٤٢)
وقال ابن عدي: وهذه الأحاديث لأبي عقيل عن بهية عن عائشة غير محفوظة، ولا يروي عن بهية غير أبي عقيل هذا.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا الحديث كذب موضوع عند أهل الحديث، ومن هو دون أحمد من أئمة الحديث يعرف هذا، فضلاً عن مثل أحمد"ا. هـ.
وقال ان القيم: يحيى بن المتوكل لا يحتج بحديثه، فإنه فى غاية من الضعف.
وانظرمنهاج السنة (٢/ ٢٣٣ - ٢٣٤) وفتح الباري (٣/ ٣٥٢) وطريق الهجرتين (ص/٤٥٠) والمسند لأحمد بتحقيق شعيب الأرنؤوط (ح / ٢٥٧٤٣)
(٢) قال ابن الجوزي: " في سنده محمد بن عثمان لا يُقبل حديثه، ولا يصحّ في تعذيب الأطفال حديث ".
وقال ابن حبّان:
لا يجوز الاحتجاج بمحمّد بن عثمان بحال. فهو مجهول؛ قال الذهبي: لا يُدرى من هو؟
فتشت عنه في أماكن، وله خبر منكر. ثم ساق له هذا الحديث. قال الهيثمي في " المجمّع" (٧/ ٢١٧):
" فيه محمد بن عثمان، ولم أعرفه ".
وانظر جامع المسانيد (٢/ ٥١٢) وميزان الاعتدال (٣/ ٦٤٢) والسلسلة الضعيفة (٥٧٩١)
(٣) أخرجه البخاري (١٣٨٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>