للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقام العباس -رضى الله عنه- فقال:

لم يبق منه شيء إلا العواء، فدعا ودعا الناس حتى نزل عن المنبر، فمطر مطراً أحيا الناس منه "

فقال الشافعي:

وقول عمر - رضى الله عنه- هذا يبين ما وصفتُ؛ لأنه إنما أراد كم بقي من وقت الثريا، لمعرفتهم بأن الله - تعالى - قدَّر الأمطار في أوقات فيما جرَّبوا، كما علموا أنه قدَّر الحرَّ والبرد فيما جرَّبوا في أوقات. (١)

قال ابن الجوزي:

وأما قول عمر - رضى الله عنه - كم بقي من نوء الثريا؟ ":

فإنه أراد كم بقي من الوقت الذي جرت العادة أنه إذا تم أتى الله بالمطر؟

ومن لم يكن اعتقاده أن الكوكب يفعل لم يضره هذا القول، وقد أجاز العلماء أن يقال: مطرنا في نوء كذا، ولا يقال بنوء كذا. (٢)

* والراجح -والله أعلم- المنع من هذه العبارة.

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن:

وإما أن يقول: مُطرنا بنوء كذا مثلاً، لكن مع اعتقاده أن المؤثر هو الله وحده، ولكن أجري العادة بوجود المطر عند سقوط ذلك النجم، والصحيح أنه يحرم نسبة ذلك إلى النجم ولو على طريق المجاز. (٣)

* ومما يؤيد ذلك أمور:

١) الأول:

سد ذريعة الوصول إلى العبارات الأخري الموافقة لها في اللفظ، وإن اختلف المقصد عند القائل.

وهذا أصل معتبر في الشرع، قال تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا


(١) معرفة السنن والآثار (٣/ ١٠١)
وأثر عمر -رضى الله عنه- قد أخرجه الطبري في "جامع البيان في تأويل القرآن " (٢٣/ ١٥٥) بإسناد فيه مجهول، وفيه عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس، فالإسناد ضعيف.
وذكره ابن قتيبة في كتابه "الأنواء" (ص/١٤) وابن العربي في أحكام القرآن (٣/ ١١٤٩) من غير سند. وانظر الموافقات بتحقيق: أبى عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان (٢/ ١١٧)
(٢) كشف المشكل من حديث الصحيحين (٢/ ٢٦٢)
وهذا أيضاً ما وجَّه به قال الحافظ ابن كثير كلام عمر - رضى الله الله عن- حيث قال:
وهذا محمول على السؤال عن الوقت الذي أجرى الله فيه العادة بإنزال المطر، لا أن ذلك النوء مؤثّر بنفسه في نزول المطر، فإن هذا هو المنهيّ عن اعتقاده. "تفسير ابن كثير" (٤/ ٢٩٩)
(٣): الشرك في القديم والحديث (ص/٤٥٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>