للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

*ومثال النوع الأول:

قوله صلى الله عليه وسلم " لَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ " (١)، فهذا نفي لوجود أى شخص أغير من الله تعالى، وكذلك قولنا "لا إله إلا الله "، فهذا في حقيقته نفي لوجود أي إله بحق إلا الله عزوجل.

*ومثال النوع الثانى:

قوله صلى الله عليه وسلم: (لاعدوى ولاطيرة). (٢) هذا نفي للتأثير، والمعنى:

أنه لا عدوى مؤثرة بذاتها كما كان يعتقد أهل الجاهلية، وكذلك قوله: " لا طيرة " مؤثرة في دفع ضر أو جلب نفع فالنفي هنا نفى تأثير لا نفى وجود.

*ومثال النوع الثالث:

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ». (٣)

والمعنى: لا صلاة صحيحة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.

*ومثال النوع الرابع:

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ) (٤)

فهذا نفي لكمال الإيمان الواجب، وليس لأصله، كما ذهب إليه الخوارج.

*فإذا سألت:

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَا نَوْءَ " يتبع أى قسم؟

* فالجواب:

هو تابع للقسم الثانى؛ حيث كان أهل الجاهلية عند سقوط مطر ينسبونه إلى النجم الساقط والنجم الغارب، يقولون: مُطرنا بنوء كذا، فقيل لهم:

" لا نوء ": أي لا أثر لنجم في نزول المطر، وإنما المطر من الله تعالى.

*تنبيه:

ما يتم تدواله في المطبوعات من تقسيم السنة إلى النوَّات، كنوَّة الغطاس و المَكنسة وأعياد الميلاد... ، وكذلك ما يتناقله البعض من قولهم نوَّة كذا أو كذا، فينسبون المطر إلى هذه النوَّات، فهذا مما يتبع القسم الثالث الذى ذكرناه في نسبة المطر إلى النوء من باب الموافقة الزمنية لا غير، وقد وضحنا حكم هذه الصورة، وذكرنا الراجح فيها.


(١) متفق عليه.
(٢) متفق عليه.
(٣) متفق عليه.
(٤) أخرجه أحمد (١٢٤٠٦)، انظر صَحِيح الْجَامِع (٧١٧٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>