للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢) الثانية:

معنى من أحصاها: ورد فيها أقوال وأرجحها أنَّ أحصاها:

أي عدَّها وحفظها وتعرَّف على معانيها، وأثنى على الله -تعالى- بها، ودعاه بها، و تعبَّد لله بمقتضاها. فإذا علمتَ أنه رحيم تتعرض لرحمته، وإذا علمتَ أنه غفور تتعرض لمغفرته، وإذا علمتَ أنه سميع اتقيت القول الذي يغضبه، وإذا علمتَ أنه بصير اجتنبت الفعل الذي لا يرضاه. (١)

* ومما يدخل في معنى الإحصاء:

الاتصاف بما تضمنه أسماء الله -تعالى- من المعاني، إلا ما خصه دليل التحريم.

وهذا الأمر دل عليه ما ثبت من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال) (٢).

ومثال ذلك:

تعلم أن الله -عز وجل -رحيم كريم: فتكن أنت كذلك رحيماً كريماً. (٣)

* فرع:

باب الصفات أوسع من باب الأسماء؛ لأن الصفات تتعلق بأفعال الله، وأفعاله -تعالى- لا حصر لها.

٢ - كل اسم ثبت لله -عزوجل- فهو متضمن لصفة، ولا عكس.

فكل اسم يشتق منه صفة: اسم الرحمن يتضمن صفة الرحمة، واسم العظيم يتضمن صفة العظمة، ... وأما الصفات والأفعال فلا يشتق منهما أسماء لله تعالى.


(١) القول المفيد شرح كتاب التوحيد (٣/ ٩٠)
(٢) أخرجه مسلم (٩١)
(٣) ويستثنى من ذلك الصفات التى اختص الله -تعالى- بها نفسه، فجعلها -سبحانه - مما يحرم على العبد أن يتصف بها: ومن ذلك صفات: الكبر والمَن، فالقائل سبحانه عن نفسه {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ}
[الحشر / ٢٣]
قد ذم من وُصف من بعض المخلوقين بأنه جبار متكبر قال: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (٣٥)} [غافر / ٣٥]
وقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " قَالَ اللهُ - عز وجل -: الْعِزُّ إِزَارِي، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي فَمَنْ نَازَعَنِي بِشَيْءٍ مِنْهُمَا عَذَّبْتُهُ) (أخرجه مسلم (٢٦٢٠)
وقال صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب» (أخرجه مسلم /١٠٦)
قال أبو العباس ابن تيمية:
من أسمائه وصفاته ما يحمد العبد على الاتصاف به كالعلم والرحمة والحكمة وغير ذلك، ومنها ما يذم العبد على الاتصاف به كالإلهية والتجبروالتكبر. (الصفدية (٢/ ٣٣٨))

<<  <  ج: ص:  >  >>