للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب يدل على بطلان زعم الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم أن معنى كونه سميعاً بصيراً: أى أنه عالم بالمسموعات والمبصرات؛ إذ أنه لو كان السمع والبصر بمعنى العلم لأشار في تحقيقه إلى القلب؛ لأنه محل العلوم منا، ولما أشار إلى محليِّ السمع والبصر. (١)

قال أبوالعباس ابن تيمية:

ووصفه بأنه سميع بصير لا يجوز أن يراد بذلك مجرد العلم بما يسمع ويرى؛ لأن الله -تعالى- فرّق بين العلم وبين السمع والبصر، وفرّق بين السمع والبصر وهو لا يفرق بين علم وعلم لتنوع المعلومات، ووضعه -صلى الله عليه وسلم- إبهامه على أذنه وسبابته على عينه، ولا ريب أن مقصوده بذلك تحقيق الصفة لا تمثيل الخالق بالمخلوق، فلو كان السمع والبصر: العلم لم يصح ذلك. (٢)

*يؤيده:

فهْم رواة الحديث، فلما قال أبو هريرة رضى الله عنه:

«رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرؤها ويضع إصبعيه»، قال عبد الله بن يزيد المقرئ -أحد رواة الحديث- يعني: إن الله سميع بصير، يعني أن لله سمعاً وبصراً.

قال أبو داود: «وهذا رد على الجهمية» (٣)

قال ابن القيم:

قرأ النبي- صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: ١٣٤] وضع إبهامه على أذنه وعينه؛ رفعاً لتوهم متوهم أن السمع والبصر غير الصفتين المعلومتين. (٤)

فدل حديث الباب على ثبوت صفتي السمع والبصر لله - تعالى- حقيقة، وبطلان تأويلهما بالعلم.

* وأدلة الكتاب و السنة طافحة بالتنصيص على هاتين الصفتين، صفتي السمع والبصر، ومنها حديث الباب.


(١) وانظر الأسماء والصفات للبيهقى (ص/٢٠٩) والفصل في الملل (١/ ٣٩٨)
(٢) شرح العقيدة الأصفهانية (ص/١٢٣)
(٣) وإن تعجب فعجب تحريفهم:
قالوا عن إشارة النبي - صلى الله عليه وسلم- في حديث الباب: " يحتمل لو صح أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم - وضع يده الكريمة عليها اتفاقاً؛ لحكة أو مسح عليها.!!
وانظر إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل (ص/٢٨١)
(٤) مختصر الصواعق المرسلة (١/ ٦٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>